د. محمد حتاملة
الحلقة الخامسة
د. سقوط غرناطة ومعاهدة تسليمها
ويعكس المغزى الديني للحرب الصليبية التي شنها النصارى ضد مسلمي الأندلس بناء مدينة شنتفي Santa Fe على أبواب غرناطة سنة 897هـ / 1492م، فاسم هذه المدينة يعني الإيمان المقدس، وقد بناها ملك قشتالة فرناندو الخامس وزوجه الملكة إيزابيلا بشارعين متقاطعين على شكل صليب، قسما المدينة إلى أربعة أحياء في وسطها ميدان فسيح لاجتماع الجيش.
وقد ارتبط بناء مدينة شنتفي بحصار غرناطة الذي انتهى بسقوطها، وبدأ هذا الحصار سنة 896هـ / 1490م حين هاجم الإسبان غرناطة، وهدموا ما حولها من قرى وحصون، وضيقوا عليها الخناق، وقطعوا عنها جميع الإمدادات. ولما اشتد الأمر على أهلها المسلمين اضطروا بعد نحو سبعة أشهر من الحصار إلى تسليمها للملكين الكاثوليكيين فرناندو الخامس وإيزابيلا المرابطين في مدينة شنتفي، وقد دخلا المدينة في ثاني ربيع الأول سنة 897هـ / 1491م وذلك بموجب معاهدة علنية، وأخرى سرية نتذكر بعض نصوصها عندما نطالع اتفاقيات أوسلو المذلة التي وقعها الفلسطينيون مع اليهود، كما سيأتي.
أثر المعاهدة على المسلمين
جاءت معاهدة تسليم غرناطة، أو قل استسلام الأندلس لنصارى قشتالة نتيجة للهجمة الصليبية التي شنها النصارى ضد المسلمين هناك على شكل حملات متتابعة. وساهم في نجاح تلك الهجمة فشل المسلمين في توحيد صفوفهم، وابتعادهم عن غايتهم الأولى التي قادتهم إلى فتح الأندلس، وهي الجهاد في سبيل الله، وإعلاء كلمة لا إله إلا الله، ونشر الدعوة الإسلامية بين الأمم والشعوب كافة، على عكس النصارى الذين وحدهم تعصبهم الديني، وجمعهم الصليب، وتنادوا إلى نصر بعضهم بعضاً ضد الإسلام وحضارته، وتكاتفوا بابوات وأباطرة وملوكاً وأمراء في الوقت الذي لم يجد فيه المسلمون من بعضهم ولياً أو نصيراً.
وأمسى المسلمون في.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الدستور الأردنية
