قد لا نُحب العزلة، لكنَّنا نُعاني في الواقع من نُدرتها.
إنَّ رغبتنا في الاعتزال تتعرَّض للتهديد، إذ تعمل التقنية الحديثة بكثافة الأخبار والأحداث والتواصل، على تشتيت انتباهنا، واختراق خصوصيتنا باستمرار طوال الوقت دون كلل.. إنَّه الإفراط في الاختلاط الذي يُؤذينا، لا العزلة.
إنَّ الشغف بالاجتماعيَّة، والاختلاط بالنَّاس لا يبدو أمرًا صحيًّا، لكنَّه نتيجة عجز المرء عن تحمُّل العُزلة، بل والخوف منها، والتعلُّق المَرَضَي بالبَشَر، فالعُزلة تستدعي القدرة على الاستغناء والتخلِّي، والاكتفاء بالنَّفس، والامتلاء بالذات.. وهو ما يفتقر إليه كثير من النَّاس.
لا يمكن لمجتمع سوي الاستغناء عن توفير مجالات مختلفة للاعتزال الفرديِّ، ففائدته متعدِّية للمجتمع؛ لأنَّ الشَّخص القادر على اختيار أوقات وأماكن عُزلته، يمكن أنْ يُنتج أفكارًا ومكتشفاتٍ ومنجزاتٍ تُثري المجتمع. فالأعمال العظيمة تتبلور بالهدوء والتأمُّل والتفكُّر، أي فسح مجالات أرحب للصَّمت والفراغ، فالإبداع يتجلَّى في التفرُّغ خلال أوقات العُزلة.
والعزلة الاختياريَّة الجيِّدة تَدعَم التواصل الصحيَّ معَ الآخرِين، وهي عند (نيتشِه) «فضِيلةٌ تُريح الصَّدر»، فبإثراء ذواتنا، ومعرفة أنفسنا في العزلة، يمكننا الخروج والتَّعامل مع النَّاس بمهارات اجتماعيَّة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة
