في عام المجتمع 2025، حيث تتجدد الدعوة إلى ترسيخ قيم التلاحم والانتماء وتعزيز الهوية الوطنية، تأتي مبادرة «بركتنا» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتعكس جوهر الرؤية الإماراتية الأصيلة التي تنطلق من أن المجتمع لا يُقاس فقط بمدى طموح شبابه، بل أيضاً بمدى وفائه لكباره، وحفاظه على قيمه وجذوره.

ليست العناية بكبار المواطنين في الإمارات وليدة ظرف أو حملة وقتية، بل هي امتداد طبيعي لفكر تأسيسي أرساه الآباء المؤسسون، وفي مقدمتهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان يؤمن أن الاحترام للكبار ليس فقط واجباً أخلاقياً، بل أساس حضاري لبناء المجتمعات المتماسكة. وقد أكدت القيادة الرشيدة، في كل مرحلة من مراحل النهضة، أن كبار المواطنين هم الذاكرة الحية للوطن، وحملة الحكمة والخبرة والتجربة، الذين يجب أن تظل مكانتهم محفوظة ودورهم متصلاً بنهضة المجتمع.

تأتي مبادرة «بركتنا» اليوم في هذا السياق القيمي العميق، ولكن مع تطوير الأدوات والأساليب لتواكب العصر، فهي لا تقتصر على التكريم الرمزي أو الدعم المحدود، بل تهدف إلى تعزيز جودة حياة كبار المواطنين، ودمجهم الفعّال في الحياة العامة، وضمان استمرار مساهماتهم في النسيج الاجتماعي. وتفتح المبادرة مساراً جديداً في التفكير الاجتماعي، حيث لا ينظر إلى الكبار بوصفهم فئة بحاجة إلى رعاية فقط، بل باعتبارهم طاقة مفعمة بالخبرة يجب أن تُستثمر، وصوتاً يجب أن يُصغى إليه، ودوراً يجب أن يستمر بتقدير وإجلال.

من هذا المنطلق، تُترجم مبادرة «بركتنا» شعار عام المجتمع إلى واقع عملي، فكما أن المجتمع المتماسك هو الذي يعتني بجميع فئاته دون تمييز، فإن رعاية الكبار تمثل معياراً حقيقياً لمدى ترسخ قيم الرحمة والاحترام والوفاء في ضمير المجتمع. إن إعادة تأكيد هذه القيم، عبر برامج ومبادرات وممارسات مؤسسية، هو في حد ذاته عمل وطني لا يقل أهمية عن بناء المصانع والجامعات.

ولعل الجانب الأهم في هذه المبادرة هو المنهج الشامل الذي تتبناه، فهي لا تتعامل مع احتياجات كبار المواطنين كملف.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه

هذا المحتوى مقدم من موقع 24 الإخباري