بينما كنت أجول في المعرض، تعثرت بابن سينا، كان الرجل يقرأ وجوه المارة، والباحثين عن معنى، وكان ينظر بعين عالم النفس، الذي أذهله هذا الحفل الكبير، والاحتفاء بالكتاب، فتوقف، ونظر إلى الأروقة المزدحمة بالعيون التي في طرفها سؤال الوجود، عيون كأنها النجوم تتفشى في المكان، فتلهمه براعة، وتلهمه يراعاً، تلهمه إبداعاً في معرفة الأنا، وكيف يكون لها صدى مدوٍّ عندما تلتحم بالآخر، وتفتش في التفاصيل عن كنه هذه العلاقة التاريخية الفطرية بين الثقافات مهما تباعدت حدود الجغرافيا.
ابن سينا يحضر اليوم في أبوظبي العاصمة الجميلة، ويجلس مقتعداً كرسي الاعتراف بأن الحياة ليست إلا سؤالاً مشدوداً بين ورقتين، ورقة الميلاد، وورقة التقدم نحو المستقبل، وكلتاهما في البداية تغدقان على الإنسان مزيداً من معرفة نفسه إذا تمكن من جعل المعنى للحياة أصل التقدم، كما أنه بداية الميلاد.
في المعرض دهمني سؤال قديم، قدم عمر الكتاب، لماذا نقرأ؟ شعرت حينها بوخزة مؤلمة في قلبي، شعرت بأن قلبي يخرج من بين الضلوع ليحتضن هذا العملاق، هذا الرجل الذي جعل من تحليل الذات البشرية وسيلة لاستمرار الحياة من دون منغصات، ولا مركبات نقص، وجعل من الحب أول دراسة لمعرفة ما يجول في الداخل.
في المعرض نظرت إلى وجه ابن سينا، وقرأت أسباب الحضارة العربية وكيف كانت، وكيف نشأت،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية
