«إلحقني يا بابا».. مكالمة أخيرة سبقت رحيل «ياسين» لرفضه إهانة «ست كبيرة» بالسلام

قال له: (حرام عليك.. دي ست كبيرة)».. جملة واحدة كانت كفيلة بأن تضع حدًا لحياة «ياسين»، ابن الـ 15 عامًا، الذى خرج من مصنع الأقمشة بمنطقة السلام في القاهرة حيث كان يعمل لمساعدة أسرته، ليجد إحدى العاملات، سيدة خمسينية تُضرَب في الشارع من قبل فتاة وشاب من العاملين، تدخل بكلمات قصيرة للدفاع عنها، لكن ما ظنه تصرفًا نبيلًا كان بداية النهاية لحياته بطعنتين في صدره وبطنه، لتضبط الشرطة المتهمين مع آخر وتلاحق شقيق أحدهم الهارب.

قصة ياسين الذي قُتل لأنه قال «حرام عليك دي ست كبيرة» لم يكن «ياسين» قد عاد بعد من عمله في مصنع الأقمشة، خرج من المصنع مثل كل يوم، الساعة كانت تقترب من الـ6 مساءً، حين سمع أصوات صراخ في الشارع، اقترب بخطوات مترددة، ولمح «إحسان»، إحدى العاملات وجوارها ابنتها «حبيبة» تستغيث، بينما الأم تتلقى ضربًا على يد اثنين من العمال، لوجود خلافات بينهم حول طبيعة الشغل، وسط ذهول المارة.

«كان نازل يشوف في إيه، لقى الست بتتضرب، فدخل يدافع عنها»، بهذه الكلمات استعاد الأب، محمد سيد، والمعروف بين الجيران بـ«أبوياسين»، اللحظة التي بدأت منها المأساة. كان «ياسين» دائمًا كما يصفه، «ضهر البيت»، يساعده في مصروفات العائلة، يوازن بين دراسته في الصف الثالث الإعدادي، وعمله بدوام جزئي في المصنع.

الموقف لم يدم طويلًا، تدخل المارة، وتفرّق الجمع، بدا أن كل شيء انتهى، لكن ما حدث بعد يومين أكد العكس تمامًا.

«أحمد أحد المعتدين كان بيراقبه من بعيد، رجع بعد يومين ومعاه مؤمن، وده نزل فيه طعنات في قلبه وبطنه»، يقول الأب لـ«المصرى اليوم»، وهو يتنقل بنظره بين الهاتف الذي سجل آخر مكالمة من «ياسين»، والكرسي الخشبي الذي لم يعد أحد يجلس عليه.

«اتصل بيا وهو بيصرخ: (إلحقني يا بابا!)»، صوته ما زال يرن في أذنه.. ركض الأب، حمل ابنه غارقًا في دمائه، لكن الطريق إلى المستشفى لم يكن قصيرًا بما يكفي لإنقاذه «روحت الدكاترة قالولى ربنا افتكره».

في إحدى الزوايا داخل المنزل، جلست الجدة، سيدة سبعينية، تنظر في الفراغ، إذ تولّت تربية ياسين بعد وفاة والدته، وكانت تقول عنه: «ده مش حفيدي.. ده ابني، من يوم أمه ماتت وهو عنده سنتين، وأنا بقيت كل حاجة ليه». كان «ياسين» يحمل إليها أدويتها كل أسبوع، يعطيها من راتبه الأسبوعي الذي لا يتجاوز 600 جنيه، وكانت تقول له دائمًا: «ربنا يبارك فيك يا ضهري».

«مكانش بيحب يشوف حد مكسور» «حبيبة»، زميلة ياسين في المصنع، لا.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة المصري اليوم

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة المصري اليوم

منذ 8 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 9 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 4 ساعات
موقع صدى البلد منذ 3 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ 22 ساعة
صحيفة اليوم السابع منذ 11 ساعة
صحيفة اليوم السابع منذ 13 ساعة
صحيفة المصري اليوم منذ 17 ساعة
صحيفة المصري اليوم منذ 13 ساعة
صحيفة اليوم السابع منذ 22 ساعة