لسنوات طويلة، هيمنت إنفيديا على سوق شرائح معالجة الذكاء الاصطناعي، المعروفة بشرائح معالجة الرسومات (GPU).
وطوال تلك الفترة أبدى العملاء رغبتهم في رؤية المزيد من المنافسة في السوق، دون إدراكهم أن البديل القوي كان يتطور في صمت أمام أعينهم، متمثلاً بشرائح الرسومات الحرارية TPU الثورية من Google، التي ستفتح الباب أمام شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى، لتقليل اعتمادها على إنفيديا، في خطوة قد تعيد رسم خريطة المنافسة في صناعة الشرائح المتطورة.
وبدأت غوغل في تطوير شرائح TPU في عام 2013، وأطلقتها بعد عامين بهدف تسريع محرك البحث الخاص بها وتعزيز كفاءته. والآن، تم تكييف هذه الشرائح لتلبية احتياجات مهام التعلم الآلي، في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حيث تعمل غوغل الآن على إبرام صفقات رئيسية لبيع شرائح TPU الحديثة للشركات التكنولوجية الكبرى.
ما الفرق بين شرائح GPU و الـ TPU؟ يستطيع كلا النوعين من الشرائح التعامل مع العدد الكبير من العمليات الحسابية، اللازمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، ولكنهما يحققان ذلك بطرق مختلفة.
فشرائح إنفيديا (GPU) تم تطويرها في الأصل لمعالجة الرسوميات، وتتميز بقدرتها على تنفيذ العديد من العمليات بشكل متوازٍ، ما يجعلها متعددة الاستخدامات، ولكنها تستهلك طاقة كبيرة.
أما شرائح غوغل (TPU) فصُممت خصيصاً للتعامل مع العمليات الحسابية المتكررة، في شبكات الذكاء الاصطناعي، وهي أكثر تخصصاً وأقل استهلاكاً للطاقة، ولكنها أقل مرونة مقارنة بشرائح GPU.
وبشكل عام، يمكن القول إن شرائح إنفيديا GPU توفر قابلية أعلى للتكيف والبرمجة، بينما تقدم شرائح غوغل TPU كفاءة أكبر في مهام محددة مع استهلاك طاقة أقل.
كيف برزت شرائح TPU كمنافس في عالم الـ AI? أطلقت غوغل أول نسخة من شرائح TPU في عام 2015 وكانت مخصصة لمُحرّك بحثها، وبعد ثلاث سنوات، أضافت الشركة هذه التكنولوجيا إلى منصتها السحابية.
وفي السنوات الأخيرة، بدأت غوغل بتكييف شرائح TPU لتلبية احتياجات التطوير الداخلي للذكاء الاصطناعي، مستفيدة من الخبرة المتراكمة لدى فرقها البحثية، حيث تمكن مهندسو الشركة، من نقل المعرفة التي اكستبوها في مجال الـ AI إلى عالم تصميم الشرائح، وبذلك تم إنتاج جيل جديد من شرائح TPU يتوافق مع متطلبات نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة. ففي أبريل 2025، كشفت غوغل عن الجيل السابع من شرائح TPU تحت اسم Ironwood، وهي شرائح مبردة بالسوائل ومُصممة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي بدلاً من تدريبها. وتتوفر Ironwood بوحدتين الأولى تضم 256 شريحة، والثانية مكونة من 9216 شريحة.
وبحسب تقرير نشرته "بلومبرغ" واطّلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، فإن قوة شرائح TPU تبرز في قدرتها على التفوق على شرائح GPU التقليدية في بعض مهمات الذكاء الاصطناعي، إذ تستفيد غوغل من تصميم شديد التخصص، يسمح لها بالتخلص من الأجزاء التي لا ترتبط بمهام الذكاء الاصطناعي، ما يجعل استخدام الشرائح أقل تكلفة، وأكثر جذباً للشركات الباحثة عن بدائل حقيقية لكسر هيمنة إنفيديا في سوق الحوسبة المتقدمة.
من هم أبرز المهتمين بشرائح TPU من غوغل؟ توسّع الاهتمام بوحدات غوغل TPU بشكل لافت خلال الفترة الماضية، إذ أصبحت خياراً معتمداً لدى عدد من الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. ويشمل ذلك شركة Safe Superintelligence التي أسسها العام الماضي إيليا سوتسكيفر، الشريك المؤسس لـ OpenAI، إضافة إلى Salesforce وMidjourney، إلى جانب شركة Anthropic التي تعد من أبرز مستخدمي هذه الشرائح.
وفي صفقة كبرى أُعلن عنها في أكتوبر الماضي، ستمنح غوغل شركة Anthropic إمكانية الوصول إلى أكثر من غيغاواط من القدرة الحوسبية عبر ما يصل إلى مليون شريحة TPU. إلى ذلك كشف موقعThe Information أن شركة Meta دخلت في محادثات لاستخدام شرائح TPU في مراكز بياناتها اعتباراً من عام 2027، حيث تؤكد هذه التحركات مجتمعة أن كبار اللاعبين في قطاع الذكاء الاصطناعي باتوا ينظرون إلى TPU كأداة أساسية لتعزيز قدراتهم الحوسبية وسط الطلب المتسارع على بنية تحتية أقوى وأسرع.
ما هي آفاق نمو مبيعات شرائح TPU؟ يُنفق كبار مطوّري الذكاء الاصطناعي عشرات المليارات من الدولارات على شرائح إنفيديا المكلفة، وهم يسعون اليوم إلى تقليل اعتمادهم الكبير عليها، وهذا ما يفتح الباب أمام فرصة واسعة لشرائح.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من سكاي نيوز عربية
