هل تخسر محركات البحث المعركة مع "شات جي بي تي"؟

جميعنا يتذكّر المتصفح الشهير "إنترنت إكسبلورر"، الذي توقّف عن العمل نهائيًا في 15 يونيو 2022، بسبب التطور الهائل لمنافسه الأشهر، غوغل. وقد أوقفت شركة مايكروسوفت تحديث Internet Explorer بعد 27 عامًا من السيطرة، حتى إنه استحوذ على 90% من حصة السوق في مطلع القرن الحالي، لكنه رحل كغيره من المشاريع التي فشلت في الصمود أمام المنافسة الشرسة والتطور التقني.هذه السطور تفتح بابًا للتساؤل حول مستقبل المتصفحات التقليدية في مواجهة عمالقة الذكاء الاصطناعي وأدواته الجديدة. فهل ستصمد متصفحات مثل غوغل، فايرفوكس، سفاري، أوبرا وغيرها، أمام حيتان الذكاء الاصطناعي التي أصبحت تقدم أداءً أسرع وأكثر دقة وراحة، وإن كانت تفتقر لبعض خدمات التصفح التقليدي؟جدلية البقاء للأصلحمنذ عقود، ارتبط اسم غوغل بفعل البحث الرقمي، حتى تحوّل إلى عادة يومية. لكن مشهد الإنترنت يتغيّر بسرعة مدفوعًا بطفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي، خصوصًا أدوات مثل "شات جي بي تي" التي باتت تسرق الأضواء من محرّكات البحث التقليدية، بل وتعيد تعريف فكرة الوصول إلى المعلومات.إسلام الديسطي، خبير تحسين محركات البحث (SEO)، يُجيب على السؤال الجدلي: أَتختفي غوغل في المستقبل البعيد؟ فيقول: "غوغل لا تزال عملاقًا لا يُستهان به. ففي عام 2024 وحده، سجلت أكثر من 5 تريليونات عملية بحث – نحو 14 مليارًا يوميًا، وهذا منحها حصة سوقية تقارب 93.5%. في المقابل، لا تزال استعلامات ChatGPT اليومية بحدود 37.5 مليونًا فقط، أي ما يعادل 0.25% من السوق، بل هو أقل من Bing وYahoo".غير أنه يرى أيضًا أن هذه الأرقام، رغم الفارق الكبير، لا تعني أن غوغل مطمئنة. فما يحدث ليس تراجعًا عدديًا، بل هو تغيّر في سلوك المستخدم، وتحول تدريجي من نموذج "محرك البحث" إلى "محرك الإجابة".وأضاف خلال حديثه مع "المشهد": "تُدرك غوغل أن أدوات مثل ChatGPT تهدد مركزها، لذا بدأت في تقديم ما يُعرف بـ AI Overview، وهي ميزة تعرض إجابة مختصرة مبنية على الذكاء الاصطناعي لتوفير تجربة سريعة ومباشرة".كما كشف أن الشركة تختبر حاليًا عبر "Search Labs" وضعًا جديدًا يُسمى "AI Mode"، يحوّل تجربة البحث إلى حوار تفاعلي أقرب إلى استخدام ChatGPT. وهذه الخطوات تعكس محاولة حقيقية لمواكبة التحول، لكنها في الوقت نفسه تعيد تشكيل السوق الرقمية بأكملها.تحوّل في البحث الرقميمن جهته، يقول مؤنس حواس، الباحث المتخصص في تكنولوجيا المعلومات، إنّ صعود أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي يُعد "أكبر تحوّل في مشهد البحث الرقمي منذ ظهور الإنترنت"، ويؤكد أن هناك تمددًا كبيرًا في الاعتماد عليها في جميع أنحاء العالم.ويضيف: "المستخدم اليوم لا يبحث عن روابط، بل عن إجابة فورية ومباشرة تختصر عليه الوقت والجهد. غوغل تدرك هذا التحول وتحاول مواكبته، بل وقدّمت تطبيقًا خاصًا بالذكاء الاصطناعي باسم Gemini AI، لكن التحدي الحقيقي هو في الحفاظ على موثوقية النتائج في ظل طوفان المحتوى الذي تُنتجه أدوات الذكاء نفسها".ويحذّر إسلام الديسطي من تراجع دور المواقع التي تعتمد على المحتوى المعرفي، واصفًا إياها بأنها "الخاسر الأكبر". فعندما تعرض غوغل إجابة مباشرة، لا يعود المستخدم بحاجة إلى النقر على رابط المقال. في المقابل، قد تستفيد المواقع الخدمية والتجارية التي تقدم خدمات مثل الشراء أو الحجز، وهي وظائف لم تُتقنها تطبيقات الذكاء الاصطناعي بعد.وعند سؤال الديسطي عن نمط المحتوى المستقبلي في ظل هذا التحوّل، أجاب بأن التحول من "محرك للروابط" إلى "محرك للإجابات"، يفرض على صُنّاع المحتوى والناشرين اعتماد استراتيجية جديدة تُعرف باسم AEO (تحسين لمحركات الإجابة)، بدلاً من استراتيجية SEO التقليدية.ويضيف أن هذا يتطلب فهم عددٍ من النقاط:فهم نية المستخدم بدقة وتقديم إجابات مباشرة ومركزة.كتابة محتوى عالي المصداقية يسهل على خوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليله واستخدامه.تحديث المحتوى باستمرار، واتباع معايير EEAT (الخبرة، التجربة، السلطة، والموثوقية).لم نحصل على إجابة قاطعة حول "شهادة وفاة" محرّكات البحث التقليدية لصالح الذكاء الاصطناعي، غير أن طريقة الوصول إلى المعلومات تغيّرت فعلًا، وباتت تعتمد على السرعة والبساطة. ويبقى السؤال مفتوحًا: يا تُرى، هل سيظل المستخدم يقول "Google it"؟ أم أن عبارة "اسأل شات جي بي تي" ستطبع عصرنا القادم؟للمزيد :-شات جي بي تي 5(المشهد)۔


هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة المشهد

منذ 9 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ ساعتين
منذ 4 ساعات
سي ان ان بالعربية منذ 4 ساعات
قناة العربية منذ 11 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 14 ساعة
قناة العربية منذ 13 ساعة
سكاي نيوز عربية منذ 9 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 15 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 14 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 8 ساعات