تكشف الإستراتجية الجديدة للأمن القومي الأميركي تحولًا جذريًا في أهداف وأولويات السياسة الخارجية الأميركية التي ظلت ثابتة إلى حد كبير على مدار العقود الماضية، وفق شبكة "سكاي نيوز".وتُشير الوثيقة المكونة من 33 صفحة إلى أن الإستراتيجية الأميركية "ضلت" طريقها على مدى سنوات عديدة. وتسعى إلى إعادة صياغة المصالح الإستراتيجية الأميركية لتصبح الآن أضيق بكثير من أي وقت مضى في تاريخها الحديث.انتهاء الهيمنة الأميركيةمن بين النقاط الرئيسية، تنص الوثيقة على:أوروبا تواجه "اندثارًا حضاريًا" وقد "تختفي من الوجود خلال 20 عامًا أو أقل"."ستصبح أغلبية أعضاء الناتو غير أوروبية" خلال بضعة عقود. ستتخلى أميركا عن "عبء" الشرق الأوسط، معتبرةً إياه الآن "مصدرًا ووجهة للاستثمار الدولي". في نصف الكرة الغربي، ينبغي على أميركا اتباع سياسة "التجنيد والتوسع... واستعادة التفوق الأميركي".في إفريقيا، ينبغي أن ينصب تركيز السياسة الأميركية على التجارة، وليس على "توفير ونشر الأيديولوجية الليبرالية".تُؤكد الوثيقة على نهاية مفهوم أميركا كحَكَمٍ للنظام الديمقراطي القائم على القواعد، وفق "سكاي نيوز".وتقول الوثيقة: "أقنعت نُخب السياسة الخارجية الأميركية نفسها بأن الهيمنة الأميركية الدائمة على العالم بأسره تصب في مصلحة بلدنا. ومع ذلك، فإن شؤون الدول الأخرى لا تُشغلنا إلا إذا هددت أنشطتها مصالحنا بشكل مباشر".لن تصبح أوروبا كما كانتوبحسب التحليل، تنتقد الوثيقة بشكل خاص أوروبا، والاتحاد الأوروبي كمفهوم، والدول الأوروبية فرادى.وتقول الوثيقة: "إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فستصبح القارة الأوروبية غير قابلة للتمييز خلال 20 عامًا أو أقل".على هذا النحو، ليس من الواضح ما إذا كانت بعض الدول الأوروبية ستمتلك اقتصادات وجيوشًا قوية بما يكفي لتبقى حلفاء موثوقين."العديد من هذه الدول تُضاعف جهودها حاليًا في مسارها الحالي. نريد أن تبقى أوروبا أوروبية، وأن تستعيد ثقتها الحضارية بنفسها، وأن تتخلى عن تركيزها الفاشل على التضييق التنظيمي".فيما يتعلق بأوكرانيا، تقول الوثيقة: "تجد إدارة ترامب نفسها على خلاف مع المسؤولين الأوروبيين الذين يحملون توقعات غير واقعية للحرب، في ظل حكومات أقلية غير مستقرة، يدوس الكثير منها على المبادئ الأساسية للديمقراطية لقمع المعارضة."أغلبية أوروبية كبيرة تريد السلام، لكن هذه الرغبة لا تُترجم إلى سياسات، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى تقويض تلك الحكومات للعمليات الديمقراطية."قد يبدو هذا الموقف متناقضًا مع خطاب ترامب، ولكنه لا يزال يمثل انحرافًا كبيرًا عن المبدأ الراسخ المتمثل في عدم التدخل في سياسات الحلفاء، وفق التحليل.تقول الوثيقة: ينبغي للدبلوماسية الأميركية أن تستمر في الدفاع عن الديمقراطية الحقيقية، وحرية التعبير، والاحتفاء غير المشروط بالطابع الفردي للدول الأوروبية وتاريخها.تشجع أميركا حلفاءها السياسيين في أوروبا على تعزيز هذا الإحياء الروحي، ويبعث النفوذ المتزايد للأحزاب الأوروبية الوطنية على التفاؤل الكبير.(ترجمات)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
