البيانات والذكاء الاصطناعي يقودان ثورة التجديد في مانشستر يونايتد

في الوقت الذي شهدت فيه مانشستر يونايتد سلسلة تغييرات جذرية هزت أسس الإدارة الرياضية داخل "أولد ترافورد"، تحوّلت إقالة دان أشوورث من منصب المدير الرياضي قبل عام من الآن إلى نقطة انعطاف أثارت تساؤلات حادة حول مشروع السير جيم راتكليف وطريقة تعامله مع البنية الإدارية للنادي.بدا المشهد وقتها كأنه إعلان صريح عن اعتراف مالكي الأقلية الجدد (شركة إينيوس) بوقوع خطأ مبكر، بعد الاستغناء عن مسؤول لم يكمل سوى 159 يوماً في موقعه، رغم أنه كان جزءاً محورياً في خطة إعادة بناء منظومة كرة القدم داخل النادي، ولا سيما ملف التعاقدات.ومع ذلك، كان قرار الإقالة هو الشرارة الأولى في سلسلة إصلاحات جريئة، هدفت إلى معالجة واحدة من أكبر الأزمات التي شخصها راتكليف منذ اليوم الأول؛ والتي تتمثل في سوء إدارة ملف التعاقدات، وتدهور دور الأكاديمية، والتراجع الكبير في الاعتماد على التحليل الرقمي والبيانات. يرصد تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، كيف أعاد راتكليف بناء منظومة الاستقطاب من جذورها، وما الذي تغيّر خلال عام واحد مثّل إعادة صياغة كاملة لهوية النادي المستقبلية.بداية الانهيار.. وراثة فريق "غير جيد بما يكفي"عندما ألقى راتكليف نظرة فاحصة على واقع مانشستر يونايتد، لم يتردد في توصيف بعض لاعبي الفريق بأنهم "غير جيدين بما يكفي أو يتقاضون أجوراً أعلى مما يستحقون"، مشيراً بالاسم إلى كاسيميرو، وراسموس هويلوند، وأنتوني، وأندري أونانا وجادون سانشو، مؤكداً أن النادي ما زال يسدد مستحقات انتقالهم رغم عدم تحقيقهم التأثير المرجو.كما اعتبر أن النادي "لا يزال يعيش في القرن الماضي" من حيث استخدام التحليل الرقمي، بينما "تدهورت الأكاديمية الشهيرة للنادي بشكل لافت"، في وقت كان فيه مانشستر سيتي وتشيلسي يتقدمان سريعاً على مستوى اكتشاف المواهب، فيما تتفوق أندية أصغر مثل برايتون وبورنموث في الاستفادة من البيانات في تحديد الأهداف.هذا التراجع كان امتداداً لمرحلة ما بعد اعتزال السير أليكس فيرغسون عام 2013، حين فقد النادي ما وصفه إد وودوارد لاحقاً بـ"الصندوق الأسود"؛ متمثلاً في الكم الهائل من المعرفة التي غادر بها المدرب الأسطوري دون أن يترك وراءه نموذجاً مؤسسياً واضحاً.فوضى ما بعد فيرغسون.. وبدايات الهيكلةكشفت "ديلي ميل" أن العمل داخل أكاديمية يونايتد كان يتم آنذاك من غرفة صغيرة تشبه "كُبّاية المكانس" في كارينغتون، وكان نظام الكشف عن اللاعبين يعتمد على ملاحظات مكتوبة بخط اليد.ورغم أن النادي حدّث عملياته لاحقاً عبر نظام يُدعى "تراكر مان" مع زيادة عدد المحللين وتوسيع شبكة الكشافين، لم يكن ذلك كافياً لإقناع راتكليف.ومع استحواذ "إينيوس" على حصة الأقلية ليلة عيد الميلاد 2023، بدأ "التطهير الإداري"؛ والذي تمثل في:رحيل جون مورتو من منصب مدير كرة القدم.تعيين دان أشوورث لفترة قصيرة قبل إقالته السريعة.ترقية جايسون ويلكوكس إلى دور أعلى بعد التحاقه لمساندة المدير التنفيذي الجديد عمر برادا.تعيين كريستوفر فيفل مديراً للتجنيد.استقدام مايك سانسوني من فريق مرسيدس للفورمولا 1 مديراً للبيانات.وبالتزامن، تم الاستغناء عن عدد كبير من الكشافين، بينهم ديفيد هاريسون الذي لعب دوراً رئيسياً في ضم أليخاندرو غارناتشو.ثورة البيانات والذكاء الاصطناعيأفادت الصحيفة بأن سانسوني نقل قسم البيانات إلى مستوى جديد، عبر دمج العمل الميداني مع التحليل الرقمي والذكاء الاصطناعي، وبناء تواصل مباشر بين قسم استكشاف المواهب وقسم الفريق الأول.وتم تعيين كايل ماكولي رئيساً للاستكشاف على مستوى الفريق الأول، فيما توزعت إدارة "المواهب الناشئة" إلى 3 أقاليم؛ هيالمملكة المتحدة وأوروبا والأميركيتان.هذه الإدارة الجديدة جلبت مواهب مثل تشيدو أوبي، وآيدن هيفن، ودييغو ليون، وكريستيان أروزكو الذي زار النادي الأسبوع الماضي قبل انتقاله المتوقع مقابل مليون جنيه إسترليني.راتكليف شدد على فلسفته الجديدة: "نريد التعاقد مع النسخة المقبلة من مبابي، لا أن ندفع الملايين لشراء النجم الجاهز".استراتيجية جديدة.. تطوير الأكاديمية و"تسويقها"رغم أن الهدف الأول يبقى إيصال المواهب للفريق الأول، فإن الإدارة الجديدة كثّفت عملية استثمار الأكاديمية، وهو ما ظهر هذا الصيف بعد بيع غارناتشو لتشيلسي مقابل 40 مليون جنيه إسترليني، وجني 13.6 مليوناً أخرى من بنود بيع ألفارو كارّيراس وأنطوني إيلانغا.أما في كارينغتون، فأُنشئ غرفة ملابس جديدة مخصصة للمواهب الناشئة في مبنى الفريق الأول، لتعزيز اندماجهم المبكر مع الفريق.قواعد جديدة للتعاقديتبنى مانشستر يونايتد حالياً، بحسب مصادر "إينيوس"، سياسة واضحة تتمثل في عدم التعاقد مع لاعبين ذوي سلوكيات تخلق توتراً داخل الفريق.في الصيف الماضي، ظهرت ملامح هذه الفلسفة من خلالالتحرك نحو لاعبين جاهزين في الدوري الإنجليزي مثل بريان مبيومو وماتيوس كونيا، والتعاقد مع حارس المرمى سين لامينس ليكون بديلاً لأونانا الذي وُصف بالأداء المتقلب.وتؤكد الصحيفة أن النادي لن يُقدم على تعاقدات طارئة في يناير، بل قد يسرّع فقط صفقات مُخطط لها الصيف المقبل.ويلكوكس: "ثقوا في العملية"بعد الفوز على كريستال بالاس خلال الشهر الماضي، ظهر جايسون ويلكوكس ليتحدث بثقة إلى الصحفيين قائلاً: "ثقوا في العملية".وفي مقابلة سابقة مع القناة الرسمية للنادي، أوضح رؤيته قائلاً:"لدينا خطة واضحة. نعرف ما يجب فعله والمراكز التي تحتاج إلى تحسين. يجب أن نستثمر بحكمة لننافس على المراكز الـ4 الأولى، ونفوز بدوري الأبطال والدوري الإنجليزي. علينا أن نتعاقد مع اللاعبين القادرين على تحمل الضغط ودفع الفريق للأمام".ورغم أن النادي تعثّر مجدداً أمام وست هام الخميس الماضي، إلا أن الصحيفة البريطانية ترى أن يونايتد بدأ فعلاً في ترتيب بيته الداخلي، بعد عام من الفوضى التي تبعت رحيل أشوورث.(ترجمات)۔۔


هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من قناة المشهد

منذ 10 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
منذ 10 ساعات
منذ ساعتين
منذ 3 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 8 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 15 ساعة
قناة العربية منذ 8 ساعات
قناة العربية منذ 7 ساعات
سي ان ان بالعربية منذ 13 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 13 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 8 ساعات
قناة العربية منذ 16 ساعة