الدولة المؤقّتة التي فشلت في تعريف نفسها #عاجل

الدولة المؤقّتة التي فشلت في تعريف نفسها #عاجل جو 24 :

كتب حلمي الأسمر -

من يراقب المشهد الإسرائيلي اليوم بعيون باردة، وبعقل غير منخدع بالدعاية الغربية، سيكتشف أن إسرائيل ليست دولةً طبيعيةً تتجه إلى المستقبل، بل هي مشروع مؤقّت يعيش في حافَة تاريخه القصير. فالدولة التي أنشأها الغرب في وسط الشرق، وبدعم عربي سرّي كبير، جسماً غريباً، لم تنجح منذ أكثر من سبعة عقود في إنتاج هُويَّة راسخة أو سند داخلي يسمح لها بالاستمرار. هي كيان أُقيم بالإكراه، وبقي بالإكراه، ولا يزال يحتاج كل يوم إلى مزيد من الإكراه كي لا يسقط. ومشكلة الكيانات التي تقوم على القوة وحدها أن القوة تهترئ، وأن اللحظة التي تتراجع فيها تتكشّف حقيقة المشروع بأكمله، وتنكشف هشاشته البنيوية التي لطالما أُخفيت تحت ضجيج الدبابات وطائرات إف- 16.

إسرائيل اليوم ليست دولةً لها جذور في المكان، بل مشروع هجرة جماعية جيء به من أربعة أركان الأرض، جمع قوميات لا علاقة بينها إلا الخوف المشترك من الآخر، وطمعاً في رفاه وأمن، وتحقيق حلم توراتي مريض: روس، بولنديون، إثيوبيون، مغاربة، يمنيون، فرنسيون، أميركيون شعوب مستوردة لا تحمل ذاكرةً واحدةً ولا لغةً واحدةً ولا ثقافةً واحدةً، تلتقي فقط على عقدة البقاء في منطقة ترفضها جغرافياً وتاريخياً وأخلاقياً. وهذه الفسيفساء المتنافرة لم تستطع أن تتحوّل شعباً، بل بقيت جماعات متجاورة في دولة تلفظها الجغرافيا ويُربكها التاريخ. وقد كان يمكن لهذه الهشاشة أن تبقى مخفيةً لو ظلّ الجيش الإسرائيلي قادراً على إدامة أسطورة التفوّق. لكن حرب غزّة أخيراً فجّرت ما كان الإسرائيليون أنفسهم يخافون الاعتراف به: جيشهم عاجز، فقد القدرة على الحسم، غير قادر على حماية مستوطنيه، ولا على استعادة أسراه، ولا على فرض سيادته على منطقة محاصرة منذ 18 عاماً. فمن يفشل في غزّة لا يمكنه أن ينتصر في حرب أكبر، ومن تُهزم صورته أمام فصائل تقاتل تحت الأنقاض لا يمكنه أن يحافظ على هيبته أمام أمّة كاملة تمتدّ من المحيط إلى الخليج.

والأخطر من ذلك كلّه أن هذا الكيان لا يعيش بقواه الذاتية، بل يعتمد على التنفّس الاصطناعي الأميركي والأوروبي: مليارات الدولارات، تسليح لا ينقطع، تغطية دبلوماسية في مجلس الأمن، دعم استخباري، حماية سياسية دولة تحتاج إلى هذا الكمّ الهائل من الدعم لتبقى واقفةً ليست دولةً طبيعيةً، بل هي مشروع هشّ يشبه ممالك الصليبيين التي ازدهرت ما دام الأسطول الأوروبي يحميها، ثم انهارت في اللحظة التي جفّ عنها الدعم الخارجي.

ومع هذا الدعم كلّه، يبقى الخطر الأكبر داخلياً: انقسام الهُويَّة. إسرائيل اليوم ليست منقسمةً سياسياً، بل وجودياً. صراع بين المتدينين والعلمانيين، بين الأشكناز والشرقيين، بين الصهيونية الدينية والصهيونية الليبرالية، بين المركز والمستوطنين. كل جهة تريد إسرائيلَ مختلفةً، وكل تيار يحلم بدولة لا تشبه الأخرى. دولة بهذا التناقض الداخلي لا يمكنها أن تعيش طويلاً، لأنها ببساطة غير متفقة على تعريف نفسها، ولا على طبيعة مشروعها، ولا حتى.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من جو ٢٤

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من جو ٢٤

منذ 7 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 10 ساعات
منذ 11 ساعة
خبرني منذ 10 ساعات
صحيفة الرأي الأردنية منذ 15 ساعة
خبرني منذ 7 ساعات
صحيفة الرأي الأردنية منذ 9 ساعات
خبرني منذ 13 ساعة
وكالة عمون الإخبارية منذ 9 ساعات
قناة رؤيا منذ 14 ساعة
قناة رؤيا منذ 10 ساعات