في بيتها القديم، جلست مقرفصة الساقين، منحنية على فوهة موقد الفخار، وكأنها تتلو شرارات النار المنبعثة من بين طيات الجمر الأحمر، وكانت الفتاة الصغيرة تجلس بجوارها، تتابع عن كثب، أنفاس السيدة الكبيرة، وتلويحات ذراعيها التي تعجن، وترقرق دوائر الرغيف السمراء وتلزقها في باطن الموقد، وتشعر الفتاة الصغيرة، بأنها تجلس أمام معلمة فصل، تشرح لها مادة كيمياء العقل، وفيزياء تراكم الخبرات، وتبادلها، كما هي العادات، والتقاليد الأخرى.
مشاعر متبادلة، وقراءات لتاريخ حياة متمعنة، وعميقة، وأطوار متلاحقة، من أزمنة مختلفة، وأجيال تسلم أجيالاً، مهنة العيش الكريم، والعمل الجماعي النبيل.
عندما تطاير الدخان مصدراً، سحابات داكنة مثل طيور تفرد أجنحة للفضاء، وضعت الفتاة اللثام على أنفها، وتقهقرت إلى الوراء متحاشية رائحة الدخان الخانقة، فرفعت السيدة رأسها، ووبّخت الفتاة، وطلبت منها ألا تنأى بنفسها عن رغيف الحياة، فهذا الدخان هو سر الصنعة، وهو أصل الخلطة لصناعة قوت اليوم، والأيام اللاحقة، واضطرت الفتاة أن تغيّر من جلستها، وتقترب من الموقد وتعكف على حركة يدي السيدة. هي تخرج يداً من فوهة الموقد، وتدخل أخرى في مخدة تصفيف الرقائق، ولما فرغت السيدة من واجب الأسرة اليومي، نظرت إلى الفتاة، وقالت لها في سؤال.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية
