«اتفاق الإمارات» التاريخي.. خريطة طريق واضحة لإنقاذ كوكب الأرض

في مثل هذا اليوم قبل عامين، استطاعت الإمارات أن تصنع علامة فارقة في تاريخ العمل المناخي العالمي، بعدما نجحت في توحيد رؤى العالم خلال مؤتمر «كوب 28»، مُحققة توافقاً دولياً غير مسبوق رسّخ مكانتها كلاعب محوري في صياغة مستقبل المناخ والتنمية المستدامة، لتخرج بعمل غير مسبوق وهو «اتفاق الإمارات». تنص لغة الاتفاق على أن الدول توافق على التخلي عن الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، وتسريع العمل في هذا العقد الحاسم، من أجل تحقيق صافي انبعاثات صفرية. وعليه، اتفقت 198 دولة على التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري في قطاع الطاقة، وهو أكبر مصدر للغازات الدفيئة التي تسبب ارتفاع درجة الحرارة العالمية، بهدف إبقاء ارتفاع درجة الحرارة العالمية أقل من 1.5 درجة مئوية، وهو هدف تم تحديده في اتفاقية باريس.

يدعو النص التاريخي الأطراف إلى التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، ويتضمن هدفاً محدداً جديداً يتمثل في مضاعفة مصادر الطاقة المتجددة 3 مرات ومضاعفة كفاءة الطاقة بحلول عام 2030. الاتفاق وحد الآراء أشاد الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، الرئيس التنفيذي لـ(أدنوك)، والمبعوث الخاص لشؤون تغير المناخ، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، بالاتفاق ووصفه بأنه انتصار «تاريخي» لـ«الوحدة والتضامن والتعاون». وقال الجابر: «لقد واجهنا الحقائق معاً، ووضعنا العالم على المسار الصحيح. لقد وضعنا خطة عمل قوية للحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية ضمن المتناول، إنها خطة تستند إلى العلم». وقال جون كيري، المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص لشؤون المناخ: «هذه لحظة تحول جذري، لكن هذا لا يعني أنك حللت كل شيء بين عشية وضحاها، علينا أن نواصل السعي»، بحسب إيه بي سي نيوز. ومن جهته، أفاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش بحسب تقرير مراقبة السياسات الصحية: «إلى أولئك الذين عارضوا الإشارة بوضوح إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري خلال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين: سواء أعجبكم ذلك أم لا، فإن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري أمر لا مفر منه، دعونا نأمل ألا يأتي متأخراً جداً». التغير العالمي إنتاجية الطاقة المتجددة شهد قطاع الطاقة المتجددة العالمي خلال 2024 زيادة بالإنتاج بنحو 15.1% لتصل إلى 4,448 غيغاواط، باستثمارات بلغت 624 مليار دولار، وفقاً لبيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا». ويستهدف العالم مضاعفة الإنتاج 3 مرات ليصل إلى 11.2 تيراواط في 2030 بنمو سنوي قدره 16.6%، بحسب «إيرينا».

كوب 28.. أول إشارة صريحة إلى التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري قال محمد محمود عبد الرحيم، باحث اقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع: "في قمة كوب 28 تمّ ولأول مرة في تاريخ مؤتمرات المناخ، وفي النص الختامي للقمة، الإشارة الصريحة إلى التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري، بدلاً من الاكتفاء بتخفيض الانبعاثات أو تحسين الكفاءة ويستهدف بذلك تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 وهي خطوة يري الكثير أنها التزام سياسي وحتى إن كانت مجرد إشارة ضمنية".

وأضاف: «هذا بالإضافة إلى تفعيل صندوق الخسائر والأضرار والتعهدات الأولية بضخ تمويل فيه، ومنها تعهدات من دولة الإمارات بدفع 100 مليون دولار لدعم الصندوق، وتم الاتفاق على مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030». وتابع: «كما تمت المصادقة من قبل 159 دولة على إعلان الإمارات بخصوص الزراعة والغذاء والمناخ، كما تمت مناقشة عدم جدية صرف 100 مليار دولار من تعهدات الدول الصناعية إلى الدول النامية وهو ما تم التأكيد عليه في قمة مصر كوب 27 ولم يتم تنفيذها بشكل جدي وتم وضع مستهدف جديد بعدها بقيمة 300 مليار دولار». وأوضح أن «هناك جهود متواصلة منذ إطلاق قمة الأرض عام 1992 وصولاً إلى عقد قمم المناخ السنوية منذ برلين عام 1995 وحتى الآن، والحقيقية أن القضايا المناخية لا تزال تحتاج إلى مزيد من الاهتمام، حيث لا تزال هناك بعض الدول الصناعية الكبرى تهمش من قضايا المناخ ولا ترى تأثيرها السلبي إلا من خلال نظرة ضيقة للغاية، ولذلك هناك كفاح كبير من الدول النامية لعرض القضايا العادلة لها بسبب تغير المناخ».

ومن جانبه، قال جمال القليوبي أستاذ هندسة البترول والطاقة في جامعات مصرية وأجنبية، إن التحدي الذي يعوق التغير المناخي هو تحرك أكبر دول العالم بعيداً عن أهداف الاستدامة، إذ يتبنى الرئيس الأميركي دونالد ترامب توجهاً معاكساً يتبنى زيادة إنتاج النفط وذلك من يوم فوزه برئاسة البيت الأبيض للمرة الثانية، ما يقف عائقاً أمام نجاح المؤتمرات السنوية المناخية.

الإمارات تمتلك استراتيجية مناخية واضحة بحسب وزارة الخارجية الإماراتية، تقع الإمارات في منطقة تتسم بشدة الحرارة وندرة المياه والأنظمة الغذائية المهددة، ونظراً إلى وعي دولة الإمارات بالمخاطر المتعلقة بتغير المناخي، وقعت الدولة عدداً من الاتفاقيات في مجال العمل المناخي على نحو مبكر، كما أعلنت في عام 2021 عن مبادرتها الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، وخطة لاستثمار 163 مليار دولار على مدى 30 عاماً. استثمرت الإمارات 50 مليار دولار في مجال الطاقة المتجددة في 70 دولة، كما تعهدت باستثمار ما يزيد على 50 مليار دولار محلياً وعالمياً خلال العقد القادم. تمتلك الإمارات استراتيجية مناخية واضحة تهدف إلى زيادة حصة الطاقة النظيفة ضمن إجمالي مزيج الطاقة من 25% إلى 50% بحلول 2050، والحدّ من البصمة الكربونية لتوليد الطاقة بنسبة 70%، وبالتالي توفير 700 مليار درهم بحلول 2050، كما تسعى إلى زيادة كفاءة استهلاك الأفراد والشركات للطاقة بنسبة 40%، بحسب وزارة التغير المناخي والبيئة. وبحلول 2050، تسعى الإمارات إلى إنتاج ما بين 14 و22 مليون طن من الهيدروجين ومشتقاته سنوياً.


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ 9 ساعات
منذ 49 دقيقة
منذ 9 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 52 دقيقة
منذ 6 دقائق
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 23 ساعة
قناة CNBC عربية منذ ساعتين
فوربس الشرق الأوسط منذ 11 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 9 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعة
قناة العربية - الأسواق منذ 19 ساعة
منصة CNN الاقتصادية منذ 20 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 15 ساعة