ترامب يفتح ملف التصويت المؤسسي ويمنح ماسك انتصاراً في حوكمة الشركات

أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً يوجه بمراجعة دور اثنتين من أكبر شركات تقديم المشورة في تصويت المساهمين، هما Institutional Shareholder Services (ISS) وGlass Lewis، في خطوة تعكس تصاعد الجدل حول نفوذ هذه الشركات في قرارات الشركات الكبرى وأسواق المال. وكلف الأمر التنفيذي هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية بمراجعة أنشطة الشركتين، مع تركيز خاص على كيفية دمجهما معايير التنوع والإنصاف والشمول (DEI) ومعايير البيئة والمجتمع والحوكمة (ESG) في توصيات التصويت المقدمة للمستثمرين المؤسسيين.

انتصار لإيلون ماسك وصراع قديم يعد القرار مكسباً واضحاً لرئيس شركة تسلا، إيلون ماسك، الذي انتقد مراراً دور الشركتين، خصوصاً بعد توصيات سابقة دعت المستثمرين إلى التصويت ضد قرارات داخل تسلا، من بينها حزم التعويضات التنفيذية.

كما سبق أن عبر عدد من كبار التنفيذيين في وول ستريت عن تحفظاتهم تجاه نفوذ هذه الشركات، من بينهم الرئيس التنفيذي لبنك جيه بي مورغان تشيس، جيمي ديمون، الذي وصفها في وقت سابق بأنها «غير كفؤة».

لماذا التركيز على ISS وGlass Lewis؟ بحسب نص الأمر التنفيذي، تستخدم الشركتان «نفوذهما الواسع لدفع أجندات سياسية راديكالية»، في إشارة إلى دمج قضايا معايير التنوع والإنصاف والشمول ومعايير البيئة والمجتمع والحوكمة في تقييماتهما، وهو توجه يواجه انتقادات حادة من المحافظين في الولايات المتحدة.

ويأتي هذا التحرك في سياق أوسع شهد خلال السنوات الأخيرة تراجعاً ملحوظاً في تبني بعض الشركات الأميركية تلك القضايا، تحت ضغوط سياسية وتنظيمية متزايدة.

تأثير غير مباشر على سلوك السوق قالت الشريكة في شركة المحاماة Akin، كيري بيرشم، «حتى من دون إحداث تغيير فوري في القواعد، يرسل الأمر التنفيذي إشارة قوية إلى مجالس الإدارات والمستثمرين المؤسسيين وشركات الاستشارات نفسها».

وأضافت أن ذلك قد يدفع هذه الشركات إلى تعديل مناهجها أو زيادة الشفافية أو إعادة صياغة توصياتها لتجنب الاحتكاك مع الجهات التنظيمية، ما يعني أن التأثير قد يكون غير مباشر لكنه فعال.

مَن هم مستشارو التصويت؟ تأسست ISS عام 1985، وGlass Lewis عام 2003، وتقدم الشركتان أبحاثاً وتوصيات لكبرى الجهات الاستثمارية مثل بلاك روك وصناديق التقاعد ومديري الأصول، بشأن كيفية التصويت في الجمعيات العمومية للشركات.

وتغطي توصياتهما قضايا متعددة تشمل:

- مكافآت الإدارة التنفيذية

- تشكيل مجالس الإدارة

- القضايا البيئية والمناخية

- صفقات الاندماج والاستحواذ

وتعد هذه الخدمات ضرورية للمستثمرين الذين يديرون تريليونات الدولارات ولا يمكنهم تحليل كل شركة على حدة.

ردود الشركات المعنية قالت ISS في بيان إنها على علم بالأمر التنفيذي وتدرسه، مؤكدة أنها «لا تضع معايير الحوكمة، وتعمل بشكل مهني ومستقل وفي مصلحة عملائها».

من جهتها، قالت Glass Lewis إنها تراجع تفاصيل القرار، لكنها رحبت «بالوضوح الذي يقدمه بشأن توقعات الإدارة الأميركية من شركات الاستشارات».

ما التالي؟ إلى جانب توجيه هيئة الأوراق المالية، طلب الأمر التنفيذي من لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية النظر في ما إذا كانت الشركتان تنتهكان قوانين مكافحة الاحتكار.

لكن خبراء قانونيين حذروا من أن نتائج هذه المراجعات قد تستغرق وقتاً، وأنه من المبكر الجزم بتأثيرها النهائي على صناعة استشارات التصويت.

ومع ذلك، يرى مراقبون أن الخطوة تمثل تحولاً في ميزان القوة بين مجالس إدارات الشركات والمستثمرين المؤسسيين ومستشاري التصويت، وهو تحول قد يعيد رسم ملامح حوكمة الشركات في الولايات المتحدة خلال المرحلة المقبلة.

(جون توفيغي - CNN)


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ 7 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 4 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 11 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 11 ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 19 ساعة
صحيفة الاقتصادية منذ 9 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 8 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 8 ساعات
قناة CNBC عربية منذ ساعة
قناة CNBC عربية منذ 12 ساعة