في الحياة نتعلم أشياء كثيرة لا لأن أحدًا أخبرنا بها، بل لأننا عشناها وتكرّرت أمامنا حتى صارت واضحة. بعض الحقائق لا تظهر فجأة، ولا تأتي على شكل نصيحة جاهزة، بل تتسلل إلينا بهدوء من مواقف صغيرة، ومن تغيرات غير مفهومة في سلوك الناس من حولنا، إلى أن نكتشف بعد وقت أننا فهمنا شيئًا لم نكن نراه من قبل.
من هذه الحقائق أن الناس لا يتغيرون كثيرًا حين نفشل، لكنهم يتغيرون بوضوح حين ننجح. الفشل مألوف ومفهوم ولا يربك أحدًا، أما النجاح حين يصبح ثابتًا وواضحًا فإنه يثير حساسية غير معلنة. كثيرون لا ينزعجون من تعثرنا، لكنهم يعيدون حساباتهم حين يروننا نمضي بثبات، نعرف ما نريد، ونسير دون ضجيج، ودون حاجة لتبرير أو طلب اعتراف.
ليس السبب أن النجاح بحد ذاته خطأ، بل لأنه يضع الآخرين أمام أنفسهم. الفشل عابر، أما النجاح حين يستقر فيتحول إلى مرآة، والمرآة ليست دائمًا مريحة. هي لا تتهم أحدًا، لكنها تكشف، وهذا وحده كافٍ ليخلق توترًا صامتًا.
نحن لا نولد ونحن نقارن أنفسنا بالآخرين، بل نتعلم ذلك مع الوقت. نتعلم أن ننظر حولنا قبل أن ننظر إلى داخلنا، وأن نقيس قيمتنا بما يحققه غيرنا. بعض الناس يحول المقارنة إلى دافع فيتعلم ويتقدم، بينما تتحول عند آخرين إلى عبء داخلي ثقيل يكبر دون صوت، حتى يصبح نجاح الآخرين مصدر قلق بدل أن يكون مصدر إلهام.
ومع تراكم هذا الشعور، لا يبقى النجاح مجرد خبر يُقال، بل يصبح حضورًا يربك من حوله. هذا الارتباك لا يُعبّر عنه بالكلام، لكنه يظهر في المسافة، وفي النبرة، وفي الطريقة التي تتغير بها العلاقات دون سبب واضح.
في كثير من البيئات، تتشكل حدود غير مكتوبة لما يُعد مقبولًا من النجاح. من يقف عند هذه الحدود يُستقبل براحة، ومن يتجاوزها يُقابل بالتحفظ أو الشك أو كثرة التأويل. لا أحد يطلب منه التوقف صراحة، لكن يُنتظر منه أن يخفف حضوره، أو أن يعود خطوة إلى الخلف. هكذا تصبح العادية منطقة راحة للجميع،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من موقع 24 الإخباري
