وسط الزخم الكبير الذي شهدته قمة BRIDGE في أبوظبي، لم يكن حضور صناع المحتوى والفنانين مجرد مشاركة رمزية، بل جزءاً من نقاش أوسع حول كيف أصبحت الصناعات الإبداعية -من الإعلام إلى السينما- جزءاً أساسياً من استراتيجية النمو الثقافي والاقتصادي في المنطقة، وفي هذا الإطار تحدّث الممثل والمنتج المصري محمد كريم لـCNN الاقتصادية حول التحول المتسارع في صناعة الأفلام، وتحديداً اتجاه الإنتاجات العالمية للتصوير في الشرق الأوسط.
بيئة إنتاج جذابة تتوسع بسرعة
يقول كريم إن المشهد تغيّر جذرياً خلال السنوات الأخيرة، إذ أصبحت العديد من الدول العربية -وفي مقدمتها الإمارات والسعودية وقطر- محطات رئيسية لتصوير الأفلام العالمية، ويشير إلى أن هذا التحول لم يأتِ صدفة، بل نتيجة «منظومة متكاملة» تقدّم حوافز وتسهيلات إنتاجية وتكاليف تنافسية مقارنة بدول أخرى.
ويضيف أن دبي وأبوظبي، على وجه الخصوص، أصبحتا تتمتعان ببنية تحتية قوية في قطاع السينما، بدءاً من الاستوديوهات المتطورة، وصولاً إلى الدعم اللوجستي السريع والحوافز التي تشجع شركات الإنتاج العالمية على اختيار الإمارات كوجهة تصوير رئيسية.
منافسة عربية إيجابية تدعم الصناعة
يرى كريم أن هناك «منافسة حميدة» بين دول المنطقة في جذب الإنتاجات الكبرى، وهو ما يعتبره تطوراً صحياً يدفع الصناعة إلى الأمام، فالسعودية تستثمر في بناء منظومة سينمائية ضخمة، وقطر بدأت بالفعل في جذب إنتاجات هوليوودية، ومصر -بخبرتها التاريخية- تقدم مزايا مختلفة.
ويؤكد أن هذا التنافس لا يصبّ في مصلحة كل دولة فقط، بل في مصلحة السينما العربية ككل:
«أعتقد إن كلنا في الوطن العربي بدأنا نفهم قيمة الموضوع ده، لما بتشجّع الأفلام العالمية تيجي عندك، إنت مش بس بتسوّق لصورتك، إنت بتبني صناعة كاملة».
السينما كأداة تأثير.. ودول المنطقة تتعلم من هوليوود
يشير كريم إلى أن الولايات المتحدة لطالما أدركت قوة السينما في التأثير الثقافي والاقتصادي، وأن أفلام هوليوود كانت دائماً وسيلة لتقديم صورتها للعالم، ويرى أن المنطقة اليوم بدأت تبني الوعي نفسه، وتعمل على صناعة محتوى يعكس هويتها ويخدم صورتها في الخارج.
ويوضح أن نجاح أعمال كبرى صُوّرت حديثاً في الشرق الأوسط عزز قناعة الشركات العالمية بأن المنطقة ليست فقط موقع تصوير جذاب، بل بيئة إنتاجية قادرة على المنافسة عالمياً.
نحو دور إقليمي أكبر في صناعة السينما
يختتم كريم بالتأكيد على أن التحول الحاصل ليس اتجاهاً مؤقتاً، بل بداية لمرحلة جديدة تجعل من المنطقة لاعباً مؤثراً في صناعة الأفلام العالمية، بشرط استمرار الاستثمار في البنية التحتية ودعم المواهب المحلية ودفع مزيد من الإنتاجات الكبرى للتصوير في الدول العربية.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
