د. إبراهيم بن سالم السيابي
يَطلبُ مني بعضهم أحيانًا، وبأسلوب يبدو ودّيًا لكنه يحمل شيئًا من الحذر: "لا تكتب عن الوطن، فهو لا يحتمل إلا المديح، والكلمات يجب أن تبقى بعيدة عن أي نقد". ويضيف آخرون: "الحديث عن الوطن قد يُفهم خطأ، وقد يفتح أبوابًا لا نريد فتحها".
وأتساءل: لماذا يُخشى على الوطن من كلمة صادقة؟ لماذا يبدو الحديث عنه وكأنَّه مجالٌ حساس لا يُقترب منه إلا بعبارات مطمئنة؟ أليس الوطن مساحةً نعيش فيها جميعًا، ومسؤوليةً مشتركة، وحقًا أصيلًا لكل من حمله في قلبه؟
يبدو أن الخوف ليس من الكتابة نفسها؛ بل من التصور الضيق لمعنى الوطن. فكأن الوطن- في نظر بعضهم- لا يُذكر إلّا بما يرضي الآخرين، أو يُختزل في أشخاص بعينهم، أو يُقاس بمدحٍ لا يتوقف.
لكن قبل أن يطلب منَّا أحد الصمت، فلنطرح السؤال الذي يسبق كل نقاش: ما هو الوطن؟ هل هو حدود على الخريطة؟ أم تاريخ نعيشه؟ أم مؤسسات تدير شؤوننا؟ أم هو مشاعر متجذرة في القلب لا تختصرها نصوص ولا خرائط؟
الوطن، كما نراه، أوسع من أي فرد، وأكبر من أي مؤسسة، وأشمل من أي تفسير جاهز. وحين نكتب عنه، فإننا لا نكتب بعين النقد الهدّام، بل بعين المحبة التي ترى الإنجاز، وتفهم التحديات، وتقترح ما يمكن أن يُحسّن المسيرة بلا تهجم أو تجنٍّ.
نكتب لنضيء الطريق، لا لنزيد الظلام. نكتب لنشارك، لا لنخاصم. نكتب عن الإنجازات لنقدّرها، وعن مواطن التطوير لنفهمها ونسهم في تحسينها؛ فالكتابة الوطنية ليست رفاهية ولا مجاملة؛ بل "مسؤولية". هي مساحة للتأمل في ما تحقق، والتفكير في ما يحتاج إلى ضبطٍ أو تطوير.
وهذا لا ينتقص من أحد؛ بل يحمي الوطن ويقوّيه؛ فالدول تتقدم بالصراحة والشفافية، لا بالصمت القسري ولا بالإطراء المجرد من النقد.
السلطة التنفيذية، بطبيعة عملها، تحمل أهدافًا واضحة: رفاهية المواطن، واستدامة التنمية، وتحسين جودة الحياة. وهذه الأهداف حين تُعلن، تصبح عقدًا والتزامًا بين الدولة والمجتمع. وإذا اختلفت وتيرة بعض الخطوات، أو احتاجت بعض السياسات إلى إعادة النظر، أو ظهرت مسارات تحتاج إلى مزيد من التوضيح، فهذا طبيعي في كل نظام يعمل ويتطور.
وهنا.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الرؤية العمانية
