تقرير (حضرموت21) رامي الردفاني
لم تعد تحركات الشارع الجنوبي مجرّد تعبير احتجاجي عابر، بل تحوّلت إلى حالة سياسية مكتملة الأركان، تحمل دلالات عميقة حول نضج الوعي الجمعي، وقدرته على فرض نفسه كفاعل رئيسي في معادلة المشهدين المحلي والإقليمي.
فالاعتصامات والفعاليات الشعبية المتواصلة في مختلف محافظات الجنوب العربي، والتي ترفع مطلب استعادة دولة الجنوب، تعكس بوضوح انتقال القضية الجنوبية من مرحلة المطالبة إلى مرحلة تثبيت الحق، ومن ردّة الفعل إلى صناعة الفعل السياسي المؤثر.
كما أن المشهد الجنوبي اليوم يبعث برسائل سياسية واضحة لا تحتمل التأويل أو المواربة إذ يبرهن الشعب الجنوبي على امتلاكه وعيا وطنيا متقدما، مكّنه من تحويل الإرادة الشعبية إلى موقف سياسي جامع، يضع الجميع أمام حقيقة واحدة أن مستقبل الجنوب العربي لم يعد قابلاً للمساومة أو القفز عليه.
ملايين الجنوبيين الذين خرجوا إلى الساحات في كافة محافظات الجنوب العربي لم يحملوا شعارات آنية أو مطالب ظرفية، بل عبّروا بثبات عن خيار استراتيجي تشكّل عبر سنوات طويلة من النضال والتضحيات، مؤكدين أن مسار التحرر الوطني الذي بدأ منذ ما قبل 2015 لا يمكن التراجع عنه تحت أي ظرف.
وتكتسب هذه التحركات أهمية مضاعفة، كونها لم تعد مجرد فعاليات احتجاجية، بل أصبحت منصة شعبية تعيد رسم العلاقة بين الجنوبيين ومشروعهم الوطني، وتؤسس لشرعية شعبية صلبة تواكب أي إنجاز سياسي أو ميداني يتحقق على الأرض.
فالحضور الجماهيري الكثيف، والتنظيم اللافت، والخطاب الموحد، كلها مؤشرات على أن الشارع الجنوبي بات شريكا فاعلًا في صناعة القرار، لا مجرد متلقٍ لنتائجه، وهو ما يعزز من قوة الموقف الجنوبي في أي مشاورات أو ترتيبات قادمة.
وتأتي هذه الاعتصامات والمظاهرات الشعبية في توقيت بالغ الحساسية، في ظل نقاشات إقليمية ودولية مفتوحة حول شكل المرحلة المقبلة في اليمن والمنطقة، الأمر الذي جعل من الحضور الشعبي الجنوبي صمام أمان حقيقي للحفاظ على مسار القضية الجنوبية من أي محاولات التفاف أو تجاوز.
رسائل الشارع الجنوبي كانت واضحة لا ترتيبات داخلية أو إقليمية يمكن أن.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من حضرموت 21
