من الحلم الأميركي إلى الحذر الأميركي.. لماذا يتراجع السفر إلى الولايات المتحدة؟

قبل أشهر قليلة من تدفّقٍ متوقّع لملايين مشجعي كرة القدم إلى الولايات المتحدة مع انطلاق كأس العالم في يونيو حزيران 2026، تبدو أميركا وكأنها تضع حواجز جديدة على أبوابها. بدأت قيود دخول أكثر صرامة، ومتطلبات إفصاح غير مسبوقة عن البيانات الشخصية، تدفع مسافرين من دولٍ حليفة وتقليدية إلى إعادة التفكير في الرحلة الأميركية.

قيود جديدة قبل السفر طرحت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية مقترحاً تنظيمياً يُلزم السياح القادمين من 42 دولة معفاة من التأشيرة، بينها معظم دول أوروبا واليابان وكوريا الجنوبية، بالكشف المسبق عن كمّ واسع من بياناتهم الشخصية.

يشمل المقترح أرقام الهواتف المستخدمة خلال خمس سنوات، وعناوين البريد الإلكتروني خلال عشر سنوات، وأسماء أفراد الأسرة وعناوينهم وأرقامهم.

بالإضافة إلى نشاط وسائل التواصل الاجتماعي خلال آخر خمس سنوات، الهدف المعلن هو تعزيز الأمن، لكن التوقيت والمحتوى أثارا جدلاً واسعاً.

الجدل حول وسائل التواصل الاجتماعي إلزام الزوار بالكشف عن تاريخهم على منصات التواصل كان النقطة الأكثر إثارة للانتقادات، اعتبرت منظمات حقوقية المقترح مساساً مباشراً بحرية التعبير. فقد وصفت مؤسسة الحقوق الفردية والتعبير الإجراء بأنه رسالة مفادها أن التزام أميركا بحرية الرأي ادعاء أكثر منه ممارسة، محذّرة من أثره الردعي على السياح ورجال الأعمال على حدّ سواء.

خلفية سياسية تزيد الحساسية يكون ذلك في سياق أوسع من سياسات إدارة دونالد ترامب، التي شددت على منع دخول من يُشتبه في حملهم مواقف عدائية تجاه المواطنين أو المؤسسات الأميركية، بحسب توصيف البيت الأبيض في أمر تنفيذي يوم التنصيب. بين حظر سفر ورفض تأشيرات ومخاوف من الإعادة التعسفية من المطار، باتت تجربة الدخول نفسها جزءاً من قرار السفر، لا مجرد إجراء روتيني.

الأرقام تتكلم تُظهر بيانات إدارة التجارة الدولية الأميركية أن عدد الزوار الدوليين الذين قضوا ليالي في الولايات المتحدة تراجع بأكثر من 5% بين يناير كانون الثاني وسبتمبر أيلول 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. سجّلت أكثر من 90 دولة تراجعاً مزدوج الرقم في أعداد زوارها، كانت كندا وألمانيا وفرنسا والهند من أكبر الخاسرين من حيث الأعداد المطلقة، مع انخفاض عدد القادمين من كندا وحدها بنحو 3.5 مليون زائر، وهو تراجع ترك أثراً مباشراً على الأعمال الأميركية، خصوصاً في الولايات الحدودية.

دول تحجب السفر بالكامل تقريباً من حيث النسب، كانت الدول المتأثرة بحظر السفر الجديد في صدارة التراجع، شهدت لاوس وميانمار وإيران والسودان انخفاضاً في أعداد الزوار تراوح بين 50 و70% مقارنة بعام 2024. لكن اللافت أن التراجع لم يقتصر على هذه الدول، إذ بدأ مسافرون من أوروبا الغربية أيضاً في الابتعاد عن الوجهة الأميركية، وإن كان ذلك لأسباب مختلفة تتعلق بالمناخ السياسي ومتطلبات الدخول المعقّدة.

بين هواجس الأمن وحسابات الاقتصاد، تقف أميركا أمام معادلة صعبة، قد يطمئن تشديد الدخول صناع القرار، لكنه في الوقت نفسه يغيّر صورة الوجهة الأميركية لدى ملايين المسافرين.


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ 4 ساعات
منذ ساعتين
منذ 4 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 9 ساعات
قناة العربية - الأسواق منذ 12 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 6 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 8 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 13 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 5 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 10 ساعات
قناة CNBC عربية منذ 4 ساعات