في جلسة استثنائية تجاوزت حدود النظريات الأكاديمية لتغوص فى عمق التجارب الإنسانية والمهنية، تحولت القاعة الرئيسية بجامعة النيل إلى غرفة عمليات لتبادل الخبرات الحياتية، وذلك ضمن فعاليات النسخة الرابعة من قمة المرأة المصرية، التى نظمها منتدى الخمسين سيدة الأكثر تأثيرًا.. الجلسة التى حملت عنوان الطريق إلى القمة- القادة يتحدثون، وأدارها المهندس ورائد الأعمال مصطفى محرز، لم تكن مجرد سرد لقصص نجاح براقة، بل كانت كشف حساب جريئًا قدمه نخبة من أبزر الرؤساء التنفيذيين فى مصر والشرق الأوسط، حول ثمن الوصول إلى القمة، وكيفية البقاء عليها فى زمن الاضطرابات التكنولوجية والاقتصادية.
أجمع المتحدثون، الذين يمثلون قطاعات البنوك، والطاقة، والاستثمار، والصناعة، والاتصالات، على أن الشهادة الجامعية هى مجرد تذكرة دخول، وأن البقاء فى قطار المستقبل يتطلب خلطة سحرية قوامها المرونة النفسية، والتعلم المستمر، وإدارة الأنا، والقدرة على التراجع خطوة للخلف من أجل القفز عشر خطوات للأمام.. وفيما يلى التفاصيل الكاملة لما دار فى عقول وقلوب قادة الاقتصاد خلال الجلسة:
لبنى هلال: الشغف بوصلة المسار والماكينة الألمانية سر الانضباط
تحت عنوان التوازن بين الأسرة والطموح، أكدت لبنى هلال، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للاتصالات وأول نائبة لمحافظ البنك المركزى سابقًا، أن التحدى الأكبر لم يكن فى العمل الشاق، بل فى العودة إليه.. قصتها مع الانقطاع عن العمل للسفر مع زوجها ورعاية الأطفال، ثم العودة لتجد نفسها أكبر سنًا من زملائها، كانت درسًا فى التواضع والمثابرة. وأشارت هلال إلى أنها بدأت من وظائف أقل مما تستحق، لكنها لم تهتم بالمسميات، إذ كان همها الوحيد هو كيفية إنجاز العمل بأقصى طاقة. وأرجعت هلال نجاحها إلى التربية الألمانية الصارمة التى تلقتها فى صغرها، والتى غرست فيها عقلية الماكينة التى لا تعرف التوقف وتعمل بانضباط تام.
وعن تجربتها المفصلية فى البنك المركزى، وصفتها بأنها مهمة وطنية وليست وظيفة، حيث شاركت فى معارك الإصلاح المصرفى والاقتصادى الشرسة، لكن الإنجاز الأهم فى نظرها لم يكن الأرقام، بل البشر.. فبناء الجيل الثانى من القيادات، وخاصة النساء، كان مشروعها الشخصى.
واختتمت رسالتها للشباب بتوضيح أن اختياراتهم للموظفين اليوم تعتمد على الشغف والرغبة فى التعلم، لا على من يظن أنه يعرف كل شيء.
حازم حجازى: التخطيط ليس رفاهية ومن لا يتطور يختفى من الخارطة
بمنطق الخبير الاستراتيجى، تحدث حازم حجازى، الرئيس التنفيذى لبنك البركة مصر، عن حتمية التغيير. حجازى قارن بين العمل المصرفى فى حقبة التسعينيات الهادئة، وطوفان التطور الذى ضرب العالم منذ عام 2002، وكانت رسالته واضحة وصادمة ومفادها أن المؤسسة التى لا تواكب السرعة، ستختفى.
وتحت عنوان هندسة العودة للمنافسة، استعرض حجازى تجربته فى بنك البركة منذ عام 2022، موضحًا كيف أن وضع خطة لثلاث سنوات لم يكن إجراءً روتينيًا، بل كان طوق النجاة للمنافسة فى سوق لا ترحم. الرؤية، والهوية، والمنتجات، كانت أضلاع المثلث الذى استند إليه، لكن الضلع الأهم تمثلت فى الفريق.
حجازى أكد أن أولى خطواته لم تكن شراء تكنولوجيا، بل استقطاب البشر.. ففريق العمل القادر على ترجمة الرؤية إلى واقع هو العملة الصعبة الحقيقية.
ووجه نصيحة مباشرة لشباب الـ STEM الحاضرين داعياً إياهم لعدم ترك حياتهم للمصادفة، فالشاب بلا خطة كالقارب بلا دفة، ويجب أن تكون خطته مفصلة على مقاس مهاراته وقدراته، وليست نسخة مقلدة من أحلام الآخرين.
أحمد جلال: الذكاء الاجتماعى يتفوق على المهارة الفنية.. وإدارة مديرك فن
فى طرح غير تقليدى، نسف الدكتور أحمد جلال، الرئيس التنفيذى للبنك المصرى لتنمية الصادرات، أسطورة الموظف الفنى البارع، مؤكدًا أن المهارة التقنية وحدها لا تكفى للوصول إلى القمة.
وتحت عنوان إدارة العلاقات مفتاح التميز، أوضح جلال أن الموظف الناجح هو دبلوماسى فى بيئة العمل، يعرف كيف يدير مديره، وكيف يتعامل مع أنماط الشخصيات المختلفة. وقال بعبارة لاقت صدى واسعًا فى القاعة إن الاختلاف بين البشر هو سر التكامل، وفهم الموظف التركيبة التجارية والنفسية لمؤسسته أهم من تفوقه الفنى.
جلال كشف عن مسيرته التى تضمنت التنقل بين 9 وظائف و3 تحولات مهنية كاملة، معتبرًا أن الخوف من التغيير هو العدو الأول للتطور، ونصح الشباب بأن يخصصوا السنوات العشر.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المصري اليوم

