المثقفون السوريون يطرحون أسئلة المستقبل الغامض. استعادة بطيئة للحياة الفنية والأدبية ووزير الثقافة يوجه توصياته من الجامع الأموي

ملخص عام مضى على سقوط نظام البعث الدموي، كان يتمناه كثير من الأدباء والفنانين والمثقفين في البلاد، أن يكون فرصة لترميم ما تهالك من مؤسسات ثقافية وفنية، واعتماد عنوان مسرحية "انظر إلى الوراء بغضب" للكاتب الإنجليزي جون أوزبرون (1929-1994) شعاراً لمرحلة ما بعد الأسد.

كثيراً ما أطلق المثقفون السوريون نداءات استغاثة لإنقاذ المؤسسات الثقافية من الإهمال والفساد والتسلط التي تمارسها الأجهزة الأمنية، لكن الواقع الجديد لم يتح حتى الآن تلمس سياسة ثقافية واضحة، وتشهد المدن السورية غياباً شبه تام للعروض المسرحية والسينمائية والمعارض التشكيلية الاحترافية، وتسود عروض وأمسيات يسيطر عليها هواة وشعراء تقليديون، في ظل استبعاد أي ذائقة أخرى، إضافة إلى إلغاء كثير من الأنشطة الفنية أو تأجيلها من دون أسباب مقنعة، وكان آخرها إلغاء حفل المؤلف الموسيقي مالك جندلي في ساحة الساعة في حمص، الحفل الذي كانت مقررة إقامته في الذكرى الأولى لسقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، تزامن أيضاً مع تأجيل مهرجان حمص المسرحي الذي تنادى مسرحيون في المدينة لإعادة إطلاقه بدعم من نقابة الفنانين.

LIVE An error occurred. Please try again later

Tap to unmute Learn more معرض دمشق الدولي للكتاب هو الآخر تأجلت إقامته في سبتمبر (أيلول) الماضي، ليعود وزير الثقافة محمد حسين صالح ويؤكد رغبة الوزارة بإقامته في فبراير (شباط) المقبل، وذلك بغية عدم تضارب موعده مع مواعيد معارض كتب عربية، كلام الوزير السوري جاء في أثناء خطبة الجمعة الماضية، التي ألقاها الوزير من على منبر الجامع الأموي في دمشق لمناسبة الذكرى الأولى للتحرير، ومما قال "عما قريب - في فبراير إن شاء الله - يأتيكم معرض الكتاب فلا تجدون فيه كتاباً ممنوعاً بإذن الله، ففي سوريا نرفع سقف الحرية، ربما يكون لدينا كتاب منبوذ، ينبذه العرف، ينبذه السلم، تنبذه القيم المجتمعية، أما كتاب ممنوع فهذا كان من إرث العهد البائد، ليس هذا من شيمنا".

الثقافة والنظافة

ملصق إعلاني لحملة النظافة التي تقوم بها وزارة الثقافة (وزارة الثقافة) مضى الوزير السوري في خطبته للحديث عن دمشق كمدينة للتعايش بين الأديان عبر العصور، محدداً سياسة وزارته على النحو الآتي: "وأما الركن الثاني من أركاننا الثقافية فهو المعرفة في كل يوم، وهو أن يتعلم المرء معرفة تفيده في دينه ودنياه، ألا تغيب عليه شمس دون معرفة جديدة"، وخاطب وزير الثقافة المصلين بالقول: "اليوم سهل الله علينا المعارف، ففي كل زاوية من زوايا هذه الجوالات (الهواتف المحمولة) التي تحملونها هناك في جيوبكم وسيلة للتعلم، وهناك طريقة لمعرفة ربما تكون تاريخاً جديداً، ربما كلمة جديدة، ربما قاعدة جديدة، فالمعرفة المتجددة ركن من أركاننا في الثقافة"، نوه وزير الثقافة السوري في تصريحات أيضاً بضرورة التخلص من ظاهرة رمي القمامة في الشوارع.

كانت السينما السورية قد خسرت في يوليو (تموز) الماضي أبرز معالم ذاكرتها، إذ أصدرت مديرية أوقاف دمشق قراراً طالبت فيه ورثة مستأجري سينما الكندي بإخلاء العقار، وذكرت المديرية "أنها ستحول السينما إلى مركز ثقافي يشع منه نور المعرفة والعلم"، وعلى رغم تنظيم سينمائيين سوريين وقتذاك وقفات احتجاجية تنديداً بقرار الأوقاف، فإن هذا لم يلق آذاناً صاغية عند القائمين على أعرق صالات العرض في البلاد (يعود تاريخها إلى عام 1960 وتضم معدات متحفية ومكتبة سينمائية تحوي مئات الأفلام المحلية والعالمية).

مقهى السينما في دمشق القديمة ينتظر رواده (اندبندنت عربية) تراجعت من ثم المديرية عن قرارها المذكور، وسمحت بتأجير سينما الكندي مجاناً للمؤسسة العامة للسينما لمدة خمسة أعوام، إلا أن الأوقاف عادت وصادرت الصالة لمصلحة إقامة المحاضرات الدينية، كان ذلك قبل أيام من انتهاء الدورة الأولى من مهرجان أفلام الثورة السورية الذي كان المدير العام للمؤسسة العامة للسينما الفنان جهاد عبدو، قد أطلقه في دمشق والمحافظات، وضم 22 فيلماً روائياً ووثائقياً.

مقهى السينما

خسارة صالة سينما كندي في دمشق رافقه توقف عجلة إنتاج الأفلام في المؤسسة العامة للسينما لهذا العام، لكن هذا لم يثن فعاليات أهلية عن إقامة أكثر من نشاط خارج صالات العرض الرسمية، أطلقت مجموعة من السينمائيين الشباب فعالية أسبوعية جاءت تحت عنوان "مقهى السينما"، التظاهرة التي شهدت عروضاً لأفلام سورية مستقلة تزامنت مع برنامج لتجارب أكثر احترافية أقيمت في بيت فارحي في حارة اليهود الدمشقية، وكان أبرزها تقديم العرض الأول للفيلم الوثائقي "عمر أميرالاي... الألم، الزمن، الصمت" للمخرجة هالة العبدالله، فيما تنادى سينمائيون سوريون في مقدمتهم المخرج أسامة محمد، لإقامة أمسية أحيوا فيها ذكرى استشهاد المخرج الشاب باسل شحادة ورفاقه في حمص عام 2012 على يد قوات النظام، وعرضوا في هذه الأمسية كثيراً من أفلام شحادة التي وثقت لأحداث الثورة السورية.

انتظر كثير من المسرحيين السوريين بفارغ الصبر إعادة الحياة إلى الخشبات السورية المعطلة، فمنذ عام لم تقم مديرية المسارح والموسيقى بإنتاج سوى عدد ضئيل من الأعمال المسرحية يمكن عدها على أصابع اليد الواحدة، ولعل أبرزها: "آخر ليلة أول يوم" للمخرج رائد مشرف، و"ذاكرة اعتقال" لمخرجه محمد مروان إدلبي، و"تفاصيل حدثت" للمخرج عمر العواني، فيما أنتجت نقابة الفنانين في حماة عرضاً بعنوان "ظلان على الحائط" للمخرج محمود عبدالباقي، وقدمت نقابة الفنانين في اللاذقية عرضاً بعنوان "طقوس الأبيض" لمخرجه هاشم غزال.

من العرض الحمصي "تفاصيل حدثت" (ملف المسرحية) يترقب المسرحيون السوريون خطة مدير المسارح والموسيقى الجديد الفنان نوار بلبل لتنشيط عمل فرق المسارح القومية في البلاد، لا سيما أن بلبل كان قد صرح غير مرة لأكثر من وسيلة إعلامية أن يعطيه زملاؤه فرصة لا تقل عن عامين لإنجاز التطوير المأمول، وبعدها إن أخفق فسيستقيل من مهمته. اضمحلال الحركة المسرحية في البلاد لم يرق للمسرحيين في مدينة سلمية.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ ساعة
منذ ساعة
منذ ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 4 ساعات
منذ 10 ساعات
قناة العربية منذ 5 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 17 ساعة
أخبار الأمم المتحدة منذ 11 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 9 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 4 ساعات
سكاي نيوز عربية منذ 7 ساعات