فى خضم التنازع الدولى والإقليمى تحولت سوريا إلى نموذج لـ «الدولة الموزعة» ،حيث يتشابك التاريخ والجغرافيا والنفوذ لتشكيل ملامح مرحلة جديدة، إن ما يجرى على الأرض من تفكك داخلى وتوزيع نفوذ خارجى يعيد إنتاج نفس الخريطة التي تحدث عنها مخطط برنارد لويس لكن عبر مسار بطيء وتدريجى تفرضه الوقائع الميدانية والأچندات الدولية المتناقضة.
التحولات الداخلية
بدأت مسيرة الرئيس السورى الحالى. أحمد الشرع، «أبو محمد الجولانى»، داخل تنظيم القاعدة ،لكنه تحول عقائديًا لاعتناق فكر داعش الأكثر دموية ثم انتقل عبر جبهة النصرة إلى مرحلة أكثر براغماتية بإنشاء هيئة تحرير الشام هذا التحول يأتى متناغمًا مع إعادة هيكلة الفصائل المسلحة فى الشمال حيث يُعاد تسويقه كـ أحمد الشرع صاحب مشروع حكم محلى. وهذا الدور الجديد يُشير إلى تكيف وظيفى يتقاطع مع مصالح القوى الخارجية (خاصة التركية والأمريكية) لترسيخ مكانته كشخصية محلية تخدم توازن نفوذ إقليمى أكبر فى الشمال.
خريطة النفوذ الدولى
أصبحت سوريا اليوم ساحة لتقاطع خمس قوى رئيسية لكل منها منطقة سيطرة ومصالح واضحة مما أدى إلى ترسيم حدود أشبه بـ دويلات الأمر الواقع :
1 النفوذ الإسرائيلى:
الإحكام على الجنوب والتقارب مع الدروز فيمتد النفوذ الإسرائيلى فى الجنوب (الجولان والسويداء ومناطق الدروز)، إن حرية تجول القادة الإسرائيليين فى الجولان وجبل الشيخ تؤكد على ترسيخ كامل للسيادة الإسرائيلية بينما يتم استغلال الفراغ الأمنى فى السويداء لإدارة نفوذ غير مباشر وتشغيل خطوط عازلة هذا التمدد يهدف إلى عزل النفوذ الإيرانى ويشير إلى أن ضم هذه المناطق بشكل كامل (أو فرض سيادة مُحكمة عليها) هو مسألة وقت أو ترتيب إقليمى، خاصة مع استغلال علاقاتها التاريخية مع المكون الدرزى.
2 النفوذ الإيرانى ومحور المقاومة - الممر البرى الاستراتيجى:
يمتد النفوذ الإيرانى من دمشق وصولاً إلى دير.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من بوابة روزاليوسف
