ملخص لا يعرف المرء كيف صح تسريب خبر مغرق في السياسة الوطنية مثل عقاب الإسلاميين على سيئات أعمالهم في مشروع للسلام كالرباعية. ورأينا من زواله، أو التحفظ عليه، في لجنة الشؤون الخارجية لمجلس النواب الأميركي أنه زائدة دودية سياسية، مما جعل الرباعية، في مصطلح السودانيين، رباعية وقدها خماسي. وللعبارة قصة.
دخل السودان في الرباعية التي هي كيان تكلف إنهاء الحرب فيه تكون من مصر والسعودية والإمارات العربية والولايات المتحدة، الراعية، في ما عرف بعصر السلام الأميركي الجديد. وهو العصر الذي أحسن عرضه الأكاديمي آدم دي في مقالة له في الـ"وورلد بوليتكس ريفيو" (الخامس من ديسمبر- كانون الأول الجاري). وهو عصر استبدل المؤسسة الليبرالية الأرثوذكسية في فض النزاعات التي سادت فينا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. فالحرب، بحسب ترمب، ليست طارئاً مهدداً للأمن العالمي ولا كارثة إنسانية، ولكنها سوء تفهم هتك ما جمع بين شركاء لدودين في عمل تجاري غير أنه لا يزال ينتظرهم كسب منه بعد أن يلعنوا شيطانهم ويصطلحوا.
LIVE An error occurred. Please try again later
Tap to unmute Learn more حيال حرب قائمة تدفع واشنطن الأطراف إلى وقف نار معجل ثم تعززه برأسمال واستثمار. فتعقد ما بين الخصماء والسلام نفسه برباط الربح. فيحل مقتضى الاقتصاد وصفقاته المتبادلة محل العوائد الليبرالية التي كان تركيزها على بناء مصابر على المؤسسات. فعرفت الليبرالية تحفيز الأطراف في مثل فرض المقاطعة على الطرف الممتنع والعون الإنساني ومنح الميزات الإنسانية، لكن لهدف معلوم هو ترتيب البيت المحترب ديمقراطياً. وخلافاً لذلك تفترض خطة ترمب أن المنافع الاقتصادية المتبادلة ستحقق ما لم تحققه الخطة الليبرالية.
ولسنا بصدد مواقعة خطة الرباعية على ما رأيناه من وصف لخطة ترمب الذي جئنا به في ما تقدم إلا في اختلافها، بقول نقادها، في إيقاعها الطلاق بين الديمقراطية والاقتصاد، فلها الاقتصاد وللخطة الليبرالية الديمقراطية. فالرباعية في مادتها الرابعة حفية بالديمقراطية. فمستقبل حكم السودان، في قولها، "يقرره الشعب السوداني من خلال عملية انتقالية شاملة تتسم بالشفافية، ولا يخضع لسيطرة أي طرف متحارب... لتلبية تطلعات الشعب السوداني نحو إقامة حكومة مستقلة بسلاسة بقيادة مدنية تتمتع بشرعية ومسؤولية واسعة النطاق، وهو أمر حيوي لاستقرار السودان على المدى الطويل والحفاظ على مؤسسات الدولة فيه". ولكنها تخرب حفاوتها بيدها وتستبق الشعب السوداني الذي قالت إنه سيد مصيره، بقرارها من جانب واحد عمن يجوز له أن يوليه مصيره ومن هو ممنوع عن ذلك بقولها إن مستقبل السودان لا يمكن أن تمليه الجماعات المتطرفة العنيفة التي تنتمي أو ترتبط بصورة موثقة بجماعة "الإخوان" التي أدى نفوذها المزعزع للاستقرار إلى تأجيج العنف وعدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة".
فلا حاجة للرباعية إلى القول إن جماعة الإسلاميين لن يملوا مستقبل السودان ما دام أنه اتفق لها أن الشعب هو من سيقرر هذا المستقبل من وسط جماعات سيكون الإسلاميون جزءاً منهم بصورة من الصور. ولن تكون هذه مرة السودانيين الأولى في القرار عن ولاية الإسلاميين عليه. فتكبدوا انتفاضة عليهم في ديسمبر عام 2018 في ثورة ذكراها الثامنة على الأبواب. وكانت ثورة شجاعة وفادحة من فوق دروس ثلاثة عقود من حكم الإسلاميين تجعل من قرار الرباعية استبعادها للإسلاميين كما فعلت وصاية لا مكان لها في إعراب الديمقراطية.
ومن دون غيره من بنود الرباعية حظي البند المتعلق بالإسلاميين ("الإخوان المسلمين") بقصب السبق في الحفاوة به في دوائر "قحت" و"تأسيس". وعزز من وجهة الرباعية في اعتزال الإسلاميين القرار التنفيذي (24 نوفمبر- تشرين الثاني الماضي) للرئيس دونالد ترمب بإعلان بعض فروع جماعة "الإخوان" جماعات إرهابية.
فسارعت "تأسيس" إلى إنشاء "لجنة لتفكيك الإخوان" للغرض. وخاضت رموز من "صمود" وغيرها في سيرة الإسلاميين في دولة الإنقاذ وبعد الثورة عليها، أي "فتحوا فايلها" وهي عبارة الأفندية في السودان حين يعرضون بالسوء لسيرة أحدهم. فقال خالد عمر يوسف خلال لقاء تلفزيوني إن أميركا جاءت متأخرة إلى مقاطعة "الإخوان" وكأنها رأت النور أخيراً. وسأل أحمد طه من قناة "الجزيرة" طه عثمان إسحاق، القيادي بـ"صمود"، إن لم يكُن مطلبهم بإعلان الإسلاميين منظمة إرهابية مما أرادوا به كسب قوى إقليمية ودولية لقضيتهم في السودان. فخاض طه في سيئات دولة الإسلاميين ونشاطهم الهدام بعد الثورة، وكيف أنهم عوقوها وتربصوا بحكومتها حتى قضوا عليها.
أما الصحافي عثمان فضل الله، فقال إن دولة الإسلاميين لم تكتفِ بالحرب في الجنوب، بل سعت بالدس في الحركة الشعبية للقوميين الجنوبيين دساً افتتن به الدكتور رياك مشار والعقيد جون قرنق عام 1991، وجرى دم غزير في حرب بين شعبيهما، الدينكا والنوير، فاق ضحاياها ضحايا الحرب الأهلية نفسها.
وعرض مؤرخ لكتاب عن الدكتور حسن الترابي، الزعيم الإسلامي، لم يستحسنه فقال لو كرهت الترابي فجود كراهيته. وعدم تجويد بغضاء الإسلاميين علة في خصومهم. فليس صحيحاً زعم.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية
