ويحمل عنوان الرواية "غبار المطحنة" شحنة رمزية تتجاوز معناها الحرفي إلى أفق سيميائي واسع. فالمطحنة في ظاهرها هي علامة خير وبركة إذ تطحن الحبوب وتنتج القوت، غير أنها في الرواية تتحول إلى رمز لمنظومة سياسية واجتماعية متعاقبة "تدور وتدور" وتطحن البشر بين فكيها بلا رحمة. أما الغبار، فهو نصيب الفئات المسحوقة من هذه المنظومة وهي لا تنال من خير المطحنة شيئا وإنما يعلق بها الغبار فيلوث الوجوه والحياة والمصائر.
وفي هذا السياق، تتجسد شخصيات مثل سعد الفيل بوصفها رموزا للتنفذ والاستغلال، حيث يحتكر أصحاب السلطة الحبوب بينما لا يُترك للعمال سوى الغبار المتناثر في صورة مكثفة لعلاقة القوة بالهامش والسلطة بالمقهورين.
وقد وصفت الكاتبة والروائية آمال مختار الرواية بأنها "شهادة صادقة على واقع تونسي قاس كُتبت بلغة الوجع"، وهو توصيف يلتقي مع.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من باب نت
