فى أجرأ قرارات حماية الطفل في العصر الرقمي، أعلنت أستراليا خلال شهر ديسمبر 2025، حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على من هم أقل من 16 سنة. لم يكن القرار مجرد إجراء قانوني، بل صحوة عالمية تقول: "لقد جاوز تأثير الشاشات قدرة الطفل على الاحتمال".هذا القرار أثار جدلاً واسعاً حول مستقبل الطفولة أمام سطوة التطبيقات، خاصة في مجتمعنا حيث تتسارع معدلات استخدام الأطفال للمنصات الرقمية دون رقابة تربوية كافية.لم يعد الطفل كما عرفناه سابقاً. تراجعت المساحات الواقعية التي كان يعيش فيها، واتسعت شاشة الهاتف لتصبح عالمه الوهمي الأوسع، وربما الأوحد. محتوى سريع، وألوان لافتة، ومقاطع قصيرة مصممة لجذب الانتباه، أدت إلى تشويه الإيقاع الطبيعي لنموه وحياته.تشير بعض الدراسات الجامعية وتقارير للمجلس القومي للأمومة والطفولة إلى أن نسبة كبيرة من الأطفال ما بين 8 و15 سنة، تعتمد بشكل يومي على تطبيقات مثل: تيك توك ويوتيوب، ما أدى لارتفاع معدلات الانشغال والانبهار الرقمي على حساب التعلم والتفاعل والمشاركة الأسرية.
قرار أستراليا لم يكن محض الصدفة، بل جاء عقب موجة من القلق العالمي بعد تزايد الاكتئاب والقلق بين المراهقين، وانتشار التنمر الإلكتروني، والتعرض لمحتوى غير مناسب، وازدياد المقارنات الاجتماعية المؤذية وغير المناسبة والمتكافئة. من منظور تربوي، يمثل القرار محاولة لإعادة ضبط العلاقة بين الطفل والمنصات، وإعادة الاعتبار للنمو الطبيعي بعيداً عن ضغط المحتوى والسرعة والضوضاء الرقمية.طفل اليوم هو مواطن رقمي بلا درع وحماية. لم تعد المتابعة الأسرية التقليدية كافية. والحل اليوم ليس منع التكنولوجيا وحجبها وحظرها، بل اكتساب الطفل مهارة التعامل الواعي معها. على غرار تجارب مثل: مبادرة "أولادنا أمانة"، وحملات التوعية بالأمن السيبرانى. وهو ما يمكن أن يكون بداية حقيقية لثقافة تربوية جديدة، هى ثقافة "المتابعة الرقمية"، وليست الرقابة فقط.حماية الطفل لم تعد مهمة أسرة فقط، بل مسؤولية ثلاثية الأبعاد. بداية من دور.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المصري اليوم
