في خطوة قد تمهد لتحوّل كبير في تصميم الهواتف الذكية، يبدو أن الاتحاد الأوروبي سيفتح الطريق أمام هواتف ذكية قد تأتي في المستقبل بدون منفذ USB-C أو أي منفذ شحن ونقل بيانات. وهذا التعديل القانوني رغم بساطته، قد يغيّر جذرياً شكل الهواتف وطريقة استخدامها.
بند جوهري
يفرض القانون الجديد الذي اعتمدته أوروبا على صانعي الأجهزة تبنّي منفذ USB-C للهواتف واللوحيات والكاميرات وغيرها من الأجهزة الإلكترونية. لكن نص القانون يحتوي على بند جوهري، وهو أن إلزام USB-C يشمل فقط الأجهزة التي تدعم الشحن أو التوصيل السلكي. بعبارة أخرى، إذا اختار المصنع أن يصمّم هاتفاً دون أي منفذ شحن أو توصيل سلكي، فيمكنه ذلك ولا توجد أي قوانين تمنعه. ويبدو أن المشرعين فعلوا ذلك عمداً، معتبرين أن طرق الشحن والاتصال تتطوّر بسرعة، ومن غير المنطقي أن تُجمِّد القواعد تطور التصميم.
بسبب ضغوط اقتصادية.. ارتفاع متوقع في أسعار هواتف أندرويد خلال 2026
هاتف بلا فتحات
لفترة طويلة، ظلّ مفهوم الهاتف المغلق بالكامل بدون فتحات فكرة نظرية في استوديوهات التصميم حول العالم. لكن الشائعات تشير إلى أن بعض الشركات الكبرى تفكر بجدّ في هواتف من هذا النوع. مع العلم أنه من الناحية الهندسية، الحذف الكامل للمنفذ يوفر عدة مزايا، من بينها أن الجهاز سيكون أقل عرضة للماء والغبار وللتلف الميكانيكي مثل التآكل والكسر وارتخاء التوصيلات، كما يمكن تصميم الهواتف بطريقة يمكنها أن تكون أنحف وأكثر صلابة، مع تبسيط إنتاج المكونات الداخلية.
صورة رقم 2
سيغير نمط حياتنا
إن فكرة هاتف بلا منفذ تبدو بسيطة حتى تبدأ باستخدامه وتشعر كيف سيغير نمط حياتنا اليومي. على سبيل المثال بدل توصيل الشاحن كل ليلة، يكفي وضع الهاتف على قاعدة شحن لاسلكي ثابتة بجانب السرير، أو على طاولة المكتب أو في المطبخ ليشحن نفسه بهدوء خلال أوقات الراحة. أما أثناء التنقّل، لن تعود فكرة أن نسأل أحداً عن كابل شحن متاحة. بدلاً من ذلك شاحن لاسلكي صغير في الحقيبة، أو بطارية متنقلة تدعم الشحن اللاسلكي ستفيان بالغرض. بما يتعلق بنقل البيانات والتحديثات، فبدل من توصيل الهاتف بالكمبيوتر عبر كابل، ستكون عملية نقل الصور والملفات وتحديث النظام أسهل وتتم عبر شبكات واي فاي أو السحابة أو عبر تقنيات محلية مثل Wi-Fi Direct. بمعنى آخر، الاعتماد على السلك قد يصبح خياراً قديماً تماماً.
«أسبوع مطوّري تطبيقات الهواتف الذكية» يجمع بين سامسونج ومبتكري أندرويد
أهم التحديات
إن الانتقال إلى هاتف خالٍ من المنافذ ليس سهلاً. وأحد أهم التحديات هو كفاءة الشحن اللاسلكي. فإذا لم تكن اللفافة متراصفة جيداً مع الهاتف أو وضعت على وسادة لينة، ستنخفض الكفاءة، ما يؤدي إلى تبديد الطاقة على شكل حرارة. وهذا قد يؤثر على عمر البطارية وقد يرفع استهلاك الكهرباء.
أما من الناحية النفسية، اعتاد المستخدمون على شحن سريع في دقائق عبر الكابل. فالشحن اللاسلكي البطيء في مقهى أو سيارة قد يبدو محبطاً. لذا قد تضطر الشركات لتقديم أوضاع شحن سريع يوازن بين سرعة الشحن وسلامة البطارية. في السياق عينه، البنية التحتية للشحن والتوصيلات ستنتقل من حقائب المستخدمين إلى الأماكن الأخرى مثل المقاهي والمكاتب والسيارات والطائرات، أي أن الراحة ستعتمد على توافر مرافق ملائمة.
هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس
