الاعتراف بدولة الجنوب العربي ..ضرورة دولية لأمن المنطقة واستقرار الملاحة بالممرات البحرية

حديث الصورة الرئيس الزُبيدي يتفقد سير العمل بوزارة الصناعة والتجارة..انفوجراف

الرئيس الزُبيدي يبحث مع الشيخ البركاني سُبل تضافر الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة..انفوجراف

الرئيس الزُبيدي يطّلع على المخطط الإنشائي لمشروع مركز المؤتمرات والمعارض بمحافظة شبوة.. انفوجرافيك

المزيد

مقالات رأي المزيد

الاعتراف بدولة الجنوب العربي ..ضرورة دولية لأمن المنطقة واستقرار الملاحة بالممرات البحرية

اخبار وتقارير 4 مايو/ تقرير/ محمد الزبيري

لم تعد مسألة الاعتراف بدولة الجنوب العربي شأناً سياسياً محلياً أو مطلباً وطنياً يخص شعب الجنوب وحده، بل تحوّلت إلى ضرورة دولية تفرضها معطيات الأمن العالمي، وتوازنات الملاحة الدولية، والحرب المفتوحة ضد الإرهاب، ومواجهة التمدد الإيراني في واحدة من أخطر مناطق العالم حساسية.

فالتجربة اليمنية خلال العقود الماضية أثبتت أن الإصرار على تجاهل الواقع الجيوسياسي، والتمسك بصيغ فاشلة، لم ينتج سوى الفوضى، وفتح الأبواب أمام الإرهاب، وحوّل الشمال إلى منصة تهديد عابر للحدود.

إن التحولات العميقة التي شهدها الإقليم خلال العقد الأخير جعلت من الجنوب العربي رقماً صعباً في معادلة الأمن الدولي، خصوصاً مع تصاعد التهديدات العابرة للحدود، وتداخل المصالح الاقتصادية والأمنية للدول الكبرى في البحر العربي وخليج عدن.

فالدول لم تعد تنظر إلى الكيانات السياسية من زاوية الشرعية الشكلية فقط، بل من زاوية القدرة على ضبط الجغرافيا، وحماية المصالح الدولية، ومنع تحوّل الفراغات السياسية إلى منصات تهديد عالمي، وهو ما فشل الكيان اليمني السابق في تحقيقه.

اليوم، يقف العالم أمام حقيقة واضحة: جنوب عربي منظم، يمتلك قيادة سياسية وقوات أمنية فاعلة، ويسيطر على أهم الممرات البحرية، في مقابل شمال يهيمن عليه نظام حوثي طائفي، يعمل كذراع عسكرية وأمنية للنظام الإيراني.

وبين هذين المسارين، يصبح الاعتراف بدولة الجنوب العربي خياراً عقلانياً لحماية الأمن الدولي، لا مجرد موقف سياسي.

هذه المقارنة لم تعد توصيفاً إعلامياً، بل واقعاً تعترف به تقارير أمنية ودراسات استراتيجية دولية، حيث بات الجنوب يُنظر إليه كمساحة استقرار مقابل شمال يتحرك خارج منطق الدولة.

وفي زمن تتقدم فيه المصالح الأمنية على الاعتبارات التقليدية، فإن الدول الكبرى تبحث عن شركاء موثوقين قادرين على إدارة مناطقهم بفاعلية، لا عن كيانات عاجزة أو مختطفة.

*فشل الوحدة والشمال ذراع إيران

انهار الكيان اليمني عملياً منذ حرب 1994، ثم سقط نهائياً بانقلاب الحوثيين عام 2015. فمنذ ذلك التاريخ، لم يعد الشمال يمثل دولة قابلة للشراكة أو الالتزام بالقانون الدولي، بل تحوّل إلى مساحة خاضعة لميليشيا عقائدية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، تستخدم الجغرافيا اليمنية لابتزاز العالم عبر تهديد الملاحة، واستهداف السفن، وتهريب السلاح، وزعزعة أمن الإقليم.

إن هذا الانهيار لم يكن حدثاً مفاجئاً، بل نتيجة تراكمات سياسية وأمنية واقتصادية فشلت في بناء دولة جامعة.

ومع سيطرة الحوثيين، انتقلت الأزمة من فشل داخلي إلى تهديد خارجي مباشر، حيث تم توظيف الجغرافيا الشمالية ضمن مشروع إقليمي أوسع يستهدف موازين القوة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب.

لا النظام الحوثي يعمل كسلطة وطنية، بل كوكيل إقليمي لإيران، ينسق معها عسكرياً وأمنياً، ويوفر لها منفذاً مباشراً إلى البحر الأحمر، وباب المندب، والبحر العربي. وهذا الواقع يجعل أي حديث عن شراكة دولية مع الشمال أمراً مستحيلاً، ويجعل استمرار الاعتراف به عبئاً أمنياً على العالم.

فالدولة، وفق المعايير الدولية، تُقاس بسلوكها الخارجي واحترامها للالتزامات الدولية، وليس بالشعارات. ومع تحوّل الشمال إلى أداة ضغط بيد طهران، فإن استمراره ككيان معترف به دولياً يضع المجتمع الدولي أمام مفارقة خطيرة بين الاعتراف الشكلي والواقع العملي.

*شريك موثوق لا ساحة فوضى

في المقابل، يقدّم الجنوب العربي نموذجاً مغايراً كلياً.

فمنذ تحريره، عمل المجلس الانتقالي الجنوبي على بناء مؤسسات أمنية وعسكرية منضبطة، فرضت الاستقرار، وأمّنت المدن، وحمت الموانئ، ومنعت تحوّل الجغرافيا الجنوبية إلى ملاذات آمنة للتنظيمات المتطرفة.

أثبتت القوات الجنوبية، في أكثر من معركة، قدرتها على اجتثاث تنظيم القاعدة، وتجفيف مصادر تمويله، وتفكيك شبكاته.

وهذا المسار يعكس فهماً عميقاً لمفهوم الدولة الحديثة، حيث يُعد الأمن حجر الأساس لأي استقرار سياسي أو اقتصادي. فالجنوب لم يكتفِ بالشعارات، بل انتقل إلى الفعل الميداني، وهو ما انعكس مباشرة على حياة المواطنين وعلى نظرة الشركاء الدوليين إليه.

هذا الدور لم يكن موجهاً لخدمة الجنوب فقط، بل أسهم مباشرة في حماية الأمن الإقليمي والدولي، وجعل الجنوب العربي شريكاً فعلياً في الحرب العالمية على الإرهاب، لا مجرد ساحة عمليات مؤقتة.

شكّل هذا التحول فارقاً نوعياً في مقاربة المجتمع الدولي للملف الجنوبي، حيث بات يُنظر إليه كقوة استقرار طويلة الأمد، وليس كحالة طارئة مرتبطة بظرف أمني محدد.

*شراكة حقيقية

خلافاً للشمال الذي يحتضن الفوضى ويستثمر في الميليشيات، قدّم الجنوب العربي نفسه كشريك موثوق في مكافحة الإرهاب. فقد تعاونت القوات الجنوبية بشكل مباشر مع الشركاء الإقليميين والدوليين، ونجحت في تفكيك أخطر شبكات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي كان يُصنّف كأحد أخطر فروع التنظيم عالمياً.

إن هذا التعاون لم يكن شكلياً، بل اعتمد على تبادل معلومات، وتنسيق ميداني، وعمليات دقيقة، وهو ما عزز ثقة الأطراف الدولية بقدرة الجنوب على الالتزام بمسؤولياته الأمنية.

إن الاعتراف بدولة الجنوب العربي يمنح المجتمع الدولي شريكاً مستقراً يمكن الاعتماد عليه في تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتنفيذ العمليات المشتركة، ومنع عودة التنظيمات الإرهابية، بدلاً من الاعتماد على كيانات هشة أو سلطات فاقدة للسيطرة.

وهو ما ينسجم مع التوجه العالمي نحو تقليل التدخلات المباشرة، والاعتماد على شركاء محليين قادرين.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة 4 مايو

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة 4 مايو

منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 10 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 9 ساعات
منذ 10 ساعات
مأرب برس منذ ساعة
نافذة اليمن منذ 4 ساعات
صحيفة عدن الغد منذ 11 ساعة
صحيفة عدن الغد منذ 23 ساعة
صحيفة عدن الغد منذ 16 ساعة
صحيفة عدن الغد منذ 23 ساعة
مأرب برس منذ 15 ساعة
مأرب برس منذ ساعتين