لا يحتاج الفرد إلى نوايا معينة كي يعيد إنتاج هذا النظام. فعندما يُمدح شخص بعبارة «عن ألف رجل»، أو يُهان آخر بوصفه «امرأة»، أو تُخفى صفة الزوجة تحت لقب «البيت»، لا يُقصد بالضرورة الانتقاص من النساء لحظتها. لكن هذه التعابير تكشف مدى تغلغل البنية الأبوية في وعينا ولغتنا وممارساتنا اليومية.
التصورات المرتبطة بالنساء ليست سوى امتداد لبنية اجتماعية واسعة تحدد مواقع الجميع داخل هرمية جندرية تراكمت عبر قرون. هرمية صاغتها عوامل متداخلة من عادات وثقافات وتاريخ وجغرافيا وأديان، تختلف في التفاصيل بين مجتمع وآخر، لكنها تبقى في جوهرها منحازة لمن يحتل المواقع الأعلى في السلم الاجتماعي. لذلك تستمر الفوارق الجندرية اجتماعياً وقانونياً حتى في المجتمعات التي توسعت فيها مشاركة النساء في التعليم والعمل والسياسة والحياة العامة.
أهمية مفهوم التمييز الهرمي بين الجنسين تكمن في ايضاحه أن العلاقة بين الرجل والمرأة لا تتشكل من النوايا الفردية، بل تُعاد صياغتها داخل منظومة تجعل بعض الأدوار تبدو «طبيعية» للرجل و«غير طبيعية» للمرأة. فالممارسات الاجتماعية تعمل دائماً داخل هذه الهرمية، حتى عندما لا تكون واضحة أو مقصودة، مما يجعل أي فعل فردي محكوماً بها أولا وأخيراً.
إنه من المألوف اجتماعياً أن تُمنح الصفات المرتبطة بالرجال طابع المديح، بينما تُعامَل الصفات المرتبطة بالنساء كمساحة للذم والاستهزاء، مما يجعل اللغة نفسها أداة مستمرة تحافظ على نظام الفكر الأبوي. وهذا ما تشير إليه الكاتبة نايلة أبي نادر حين تؤكد أن اللغة ليست محايدة، بل تُعيد صياغة البنية الجندرية عبر كلمات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة القبس
