لم تعد صراعات الشرق الأوسط حبيسة جغرافيتها الملتهبة، ولا أسيرة خرائط السياسة والحروب التقليدية، بل باتت تمتد خارج حدودها لتطرق أبواب مجتمعات بعيدة ظنت طويلا أنها بمنأى عن ارتدادات النزاعات المزمنة. هجوم سيدني الأخير أعاد التذكير بحقيقة باتت أكثر وضوحا: أن ما يجري في غزة والمنطقة لم يعد شأنا إقليميا صرفا، بل جزءا من معادلة أمنية واجتماعية عالمية معقّدة.
الحدث، بقدر ما هو صادم في طبيعته، يفتح نقاشا أعمق عن العلاقة بين تصاعد العنف في الشرق الأوسط، وحالة الاستقطاب السياسي والديني التي تشهدها مجتمعات غربية، تعيش بدورها ضغوطا متراكمة بفعل الخطابات المتطرفة، وتسييس الهويات، وتآكل المساحات الرمادية في النقاش العام.
لقد أسهمت الحرب على غزة، وما رافقها من مشاهد قاسية، في إعادة تشكيل المزاج الدولي تجاه إسرائيل، وكسرت إلى حد كبير صورة “الدولة المحصّنة أخلاقيا” في الرأي العام العالمي. هذا التحول، على الرغم من كونه مكسبا سياسيا ومعنويا للقضية الفلسطينية، يظل هشّا وقابلا للانقلاب في لحظة، خصوصا عندما تُرتكب أعمال عنف تستهدف مدنيين خارج سياق الصراع المباشر.
فمثل هذه العمليات، مهما كانت دوافعها، لا تخدم سوى السرديات التي تسعى لربط أي معارضة للسياسات الإسرائيلية بالإرهاب، وتمنح التيارات المتطرفة في الغرب وإسرائيل معا فرصة ذهبية لإعادة خلط الأوراق، وتحويل النقاش من جوهر القضية إلى قضايا أمنية وهوياتية ضيقة.
الأخطر من ذلك، أن هذه الأحداث تُسقط الغضب الشعبي المشروع في فخ العشوائية؛ فالغليان الذي تشهده بعض الجاليات، نتيجة تراكمات سياسية وإنسانية طويلة، يفتقر في كثير من الأحيان إلى التنظيم السياسي الواعي، ويتحوّل من احتجاج مشروع إلى أفعال فردية عنيفة، يسهل توظيفها ضد القضايا العادلة نفسها.
وهنا يبرز سؤال.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة البلاد البحرينية
