الصين تستغل ضعف أسعار النفط لبناء احتياطيات استراتيجية جديدة

تُسرّع الصين وتيرة تكوين مخزوناتها من النفط الخام في ظل اتجاه هبوطي لأسعار النفط، إذ تشير البيانات إلى قفزة واضحة في كميات الخام المتجهة إلى التخزين خلال نوفمبر تشرين الثاني 2025، مع ارتفاع الواردات بوتيرة فاقت معدلات تشغيل المصافي. ووفقاً لحسابات تستند إلى بيانات رسمية، بلغ فائض النفط الخام في الصين خلال نوفمبر تشرين الثاني نحو 1.88 مليون برميل يومياً، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف مستوى أكتوبر تشرين الأول البالغ 690 ألف برميل يومياً، وهو أعلى مستوى يسجله الفائض منذ أبريل نيسان عندما وصل إلى 1.89 مليون برميل يومياً.

التخزين يتحول إلى عامل حاسم في الطلب أصبحت وتيرة إضافة الصين للنفط إلى مخزوناتها عاملًا محوريًا في تقييم الطلب على الخام لدى أكبر مستورد للنفط في العالم، كما تضيف درجة من عدم اليقين إلى توقعات الأسعار العالمية خلال الفترة المقبلة.

أظهرت بيانات صادرة عن مكتب الإحصاء أن المصافي الصينية عالجت نحو 14.86 مليون برميل يومياً في نوفمبر تشرين الثاني، وهو مستوى مستقر إلى حد كبير مقارنة بـ14.94 مليون برميل يومياً في أكتوبر تشرين الأول، وبزيادة 3.9% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

في المقابل، قفزت واردات النفط الخام إلى 12.43 مليون برميل يومياً خلال نوفمبر تشرين الثاني، مسجلة أعلى مستوى في 27 شهراً، وبزيادة 8.7% مقارنة بواردات أكتوبر تشرين الأول البالغة 11.39 مليون برميل يومياً.

إنتاج محلي وفائض واضح بلغ الإنتاج المحلي من النفط في نوفمبر تشرين الثاني نحو 4.31 مليون برميل يومياً، بزيادة طفيفة على 4.24 مليون برميل يومياً في أكتوبر تشرين الأول. وبذلك، بلغ إجمالي الخام المتاح للمصافي من الواردات والإنتاج المحلي نحو 16.74 مليون برميل يومياً.

وعند خصم الكميات التي جرى تكريرها من إجمالي المعروض، يتبقى فائض يقدر بنحو 1.88 مليون برميل يومياً، وهو ما يُرجّح توجهه إلى المخزونات الاستراتيجية والتجارية.

مخزونات غير معلنة لكن الاتجاه واضح لا تكشف الصين عن أحجام النفط التي تدخل أو تخرج من مخزوناتها الاستراتيجية والتجارية، إلا أن تقدير الفائض يتم من خلال مقارنة إجمالي المعروض من الواردات والإنتاج المحلي مع كميات التكرير.

ورغم أن جزءاً من هذا الفائض قد يكون جرى تكريره في منشآت لا تشملها البيانات الرسمية، فإن الصورة العامة تُظهر بوضوح أنه منذ مارس آذار، كانت الصين تستورد نفطاً بمعدلات تفوق احتياجات الطلب المحلي على الوقود.

وخلال أول 11 شهراً من العام، بلغ متوسط فائض الخام نحو 980 ألف برميل يومياً، في ظل واردات وإنتاج محلي مجتمعين عند 15.80 مليون برميل يوميًا، مقابل تشغيل مصافٍ عند 14.82 مليون برميل يومياً.

الأسعار المنخفضة تشجع على تكوين المخزون بدأت عملية السحب من المخزونات مطلع 2025 بالتزامن مع ارتفاع أسعار النفط، إذ بلغت أسعار خام برنت أعلى مستوياتها هذا العام عند 82.63 دولار للبرميل في 15 يناير كانون الثاني، بعد صعود تدريجي من مستويات قرب 70 دولاراً في أوائل ديسمبر كانون الأول.

ومنذ ذلك الحين، اتجهت الأسعار إلى التراجع مع تسجيل قفزات مؤقتة نتيجة التوترات الجيوسياسية، مثل المواجهة القصيرة بين إسرائيل وإيران في يونيو حزيران. وتراجع خام برنت مؤخراً إلى 60.15 دولار للبرميل خلال التعاملات الآسيوية، وهو أدنى مستوى منذ 20 أكتوبر تشرين الأول، وسط آمال بالتوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.

توقعات بمزيد من الواردات تُشجع هذه الاتجاهات السعرية المنخفضة المصافي الصينية على زيادة الواردات وتعزيز تدفقات النفط إلى المخزونات. وتشير تقديرات محللي السلع إلى أن فائض ديسمبر كانون الأول قد يتجاوز مستوى نوفمبر تشرين الثاني، مع توقع ارتفاع الواردات البحرية إلى 12.59 مليون برميل يوميًا، دون احتساب واردات خطوط الأنابيب من روسيا التي تقترب من مليون برميل يوميًا.

كما تدعم حصص الاستيراد الأعلى والخصومات الأكبر على النفط الروسي زيادة مشتريات الصين من الخام. ومع اعتقاد الأسواق أن بكين لم تصل بعد إلى المستوى المستهدف لمخزوناتها الاستراتيجية، فمن المرجح أن تواصل رفع الواردات طالما بقيت أسعار النفط تميل إلى الضعف.

(رويترز)


هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من منصة CNN الاقتصادية

منذ 5 ساعات
منذ ساعتين
منذ 6 ساعات
منذ ساعتين
منذ ساعتين
منذ 3 ساعات
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 15 ساعة
قناة CNBC عربية منذ ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 11 ساعة
اقتصاد الشرق مع Bloomberg منذ 55 دقيقة
قناة CNBC عربية منذ 17 ساعة
قناة العربية - الأسواق منذ 7 ساعات
صحيفة الاقتصادية منذ 8 ساعات