ارتفع الين الياباني وصعد الدولار الأميركي من أدنى مستوياته في شهرين خلال التعاملات الآسيوية، مع عودة التقلبات إلى الأسواق ودفع المستثمرين إلى التمسك بالملاذات الآمنة، قبيل صدور بيانات الوظائف الأميركية المؤجلة وأسبوع مزدحم بقرارات البنوك المركزية. وسجل الين مكاسب بلغت 0.3% ليصل إلى 154.735 مقابل الدولار، مع استعداد المتعاملين لاجتماع بنك اليابان المقرر يوم الجمعة، الذي يُتوقع على نطاق واسع أن يشهد رفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 0.75%. ترقب حاسم لقرار بنك اليابان قال كريستوفر وونغ، استراتيجي العملات في بنك أو سي بي سي في سنغافورة، إن التفاؤل في الأسواق بشأن رفع بنك اليابان أسعار الفائدة هذا الأسبوع لا يزال قائماً.

وأضاف أن عمليات البيع في أسهم التكنولوجيا الأميركية والأسهم الآسيوية أثّرت في المعنويات، لكنها لم تُحدث اضطراباً واسع النطاق في أسواق العملات. الدولار يتماسك قرب أدنى مستوياته ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من ست عملات رئيسية، إلى 98.256 نقطة، بعد أن كان قد اقترب في وقت سابق من أدنى مستوى له منذ 17 أكتوبر تشرين الأول. ويأتي ذلك في وقت يستعد فيه المستثمرون لتلقي بيانات مهمة من سوق العمل الأميركية. ومن المقرر أن تصدر وزارة العمل الأميركية في وقت لاحق اليوم تقرير التوظيف المشترك لشهري أكتوبر تشرين الأول ونوفمبر تشرين الثاني، بعد تأجيلات ناجمة عن أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، إلى جانب مجموعة من المؤشرات الأولية لقطاع الصناعات التحويلية. بيانات الوظائف تحت المجهر كتب بول ماكيل، الرئيس العالمي لأبحاث العملات في بنك إتش إس بي سي، في مذكرة بحثية، أن بيانات الوظائف ستساعد على توضيح صورة سوق العمل الأميركية خلال فترة الإغلاق الحكومي. وأشار إلى أن رسائل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي أظهرت أن الدولار الأميركي لم يتجاوز بعد مرحلة عدم اليقين. وتسعّر العقود الآجلة لأسعار الفائدة احتمالاً يبلغ 75.6% للإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقبل في 28 يناير كانون الثاني، وفقاً لبيانات مجموعة سي إم إي. رغم ذلك، أبدى بعض المحللين شكوكهم في أن تزيل البيانات المرتقبة كل الغموض. وقال رودريغو كاتريل، استراتيجي العملات في بنك أستراليا الوطني، إن بيانات أكتوبر تشرين الأول قد تتضمن تسريحات وظيفية مؤجلة لم تُحتسب سابقاً، في إشارة إلى عمليات تسريح جماعية نفذتها إدارة الكفاءة الحكومية التي ارتبط اسمها بإيلون ماسك في وقت سابق من العام.

وأضاف أن فهم ما حدث بالفعل في أكتوبر تشرين الأول يبقى ضرورياً لتقييم المسار الحقيقي لنمو الوظائف في الولايات المتحدة. اليوان الصيني يسجّل أقوى مستوى منذ أكثر من عام ارتفع اليوان الصيني في التعاملات الخارجية بنسبة 0.1% ليصل إلى 7.0381 مقابل الدولار، وهو أقوى مستوى له منذ 3 أكتوبر تشرين الأول 2024. واعتبر وونغ أن هذا التحرك يعكس توجهاً منظماً لدفع العملة نحو ارتفاع تدريجي مع الحفاظ على استقرار السوق، مشيراً إلى أن الأنظار تتجه إلى سياسات التسعير اليومية لمعرفة ما إذا كانت السلطات ستسعى لإبطاء وتيرة الصعود.

أسبوع حافل بقرارات البنوك المركزية تتجه الأنظار هذا الأسبوع أيضاً إلى قرارات عدد من البنوك المركزية الكبرى، إذ يُتوقع أن يخفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.75%، بينما يُرجّح أن يُبقي البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير، إلى جانب بنكي السويد والنرويج. استقر اليورو عند 1.1751 دولار، مدعوماً بتقدم محادثات السلام الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، مع عرض أميركا تقديم ضمانات أمنية لكييف على غرار حلف شمال الأطلسي. في المقابل، تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1% إلى 1.3368 دولار. انخفض الدولار الأسترالي بنسبة 0.1% إلى 0.6635 دولار، بعد صدور مسح خاص أظهر تراجع ثقة المستهلكين في ديسمبر كانون الأول. كما تراجع الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.1% إلى 0.5778 دولار، مع تقليص الأسواق رهاناتها على رفع أسعار الفائدة العام المقبل. وشهدت أسواق العملات الرقمية تقلبات محدودة بعد تراجعها في الجلسة السابقة، إذ انخفضت عملة بيتكوين بنسبة 0.7% إلى 85,620.38 دولار، بينما تراجعت عملة إيثر بنسبة 1.1% إلى 2,912.30 دولار. (رويترز)

هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية