أكدت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيسة مجلس إدارة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن بناء الإنسان يبدأ من ترسيخ العقل النقدي لدى النشء، وإتاحة المساحة لطرح الأسئلة، وإعمال العقل والمنطق في فهم القضايا والظواهر المختلفة، بدلًا من الاكتفاء بتلقي المعلومات أو حفظها، مشيرة إلى أن القدرة على التفكير والتحليل أصبحت ضرورة في عالم سريع التغير، وأن جائزة "باحث المستقبل" لطلاب المرحلة الثانوية تمثل استثمارًا مبكرًا في هذا المسار الذي يُسهم في إعداد جيل واعٍ قادر على الفهم والتمييز واتخاذ القرار.
وقالت وزيرة التضامن الاجتماعي، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم، إن الجائزة تستهدف تعريف طلاب المرحلة الثانوية بمبادئ البحث العلمي الاجتماعي والإنساني، وتشجيعهم على التعامل مع القضايا المجتمعية بعقلية تحليلية قائمة على المنطق والأدلة، بما يسهم في تكوين وعي مبكر يدعم مسارهم التعليمي والمهني لاحقًا، ويتكامل مع جهود تطوير منظومة التعليم قبل الجامعي، ويعزز من دور المؤسسات البحثية في دعم هذا المسار.
وأوضحت الدكتورة مايا مرسي أنها وجهت مجلس إدارة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بدراسة آليات تضمن مشاركة طلاب المرحلة الثانوية من مختلف محافظات الجمهورية، وبما يحقق العدالة وتكافؤ الفرص، لافتة إلى أن من بين المقترحات المطروحة إتاحة المشاركة من خلال الوسائل الرقمية والمنصات الإلكترونية، بما يتيح الفرصة أمام أكبر عدد ممكن من الطلاب دون قيود جغرافية.
وأكدت أن توسيع قاعدة المشاركة في الجائزة يعكس إيمان الدولة بأهمية الاستثمار في الوعي والمعرفة باعتبارهما ركيزتين أساسيتين للتنمية المستدامة، مشددة على أن نشر التفكير العلمي بين النشء يمثل أحد أدوات مواجهة الأفكار السطحية والمعلومات المضللة، وتعزيز القدرة على التمييز والفهم النقدي.
وأشارت وزيرة التضامن الاجتماعي إلى أن جائزة "باحث المستقبل" تأتي ضمن إطار جائزة الأستاذ الدكتور أحمد خليفة للطلاب وشباب الباحثين، التي قرر مجلس إدارة المركز إعادة إحيائها وتنظيمها سنويًا تخليدًا لدور مؤسس المركز وأحد أبرز المرجعيات العلمية في مجال البحث الاجتماعي والقانوني في مصر.
وأضافت أن جائزة الدكتور أحمد خليفة تتضمن ثلاث فئات رئيسية، هي: جائزة البحوث الاجتماعية (النظرية والميدانية)، وجائزة تنمية القدرات والمهارات البحثية، وجائزة النماذج والمحاكاة للمحاكم القضائية، وتبلغ قيمة كل فئة 75 ألف جنيه، فيما تم تخصيص جائزة "باحث المستقبل" لطلاب المرحلة الثانوية، وتحمل اسم الوزيرة الراحلة الدكتورة حكمت أبوزيد، أول سيدة تتولى وزارة الشؤون الاجتماعية، بما يحمل رسالة رمزية تجمع بين الريادة المجتمعية والعدالة الاجتماعية وتمكين الأجيال الجديدة.
وأكدت الدكتورة مايا مرسي أن إطلاق الجائزة يمثل خطوة أولى في مسار أوسع لدعم الوعي البحثي المبكر، وربط التعليم بقضايا المجتمع والتنمية، بما يسهم في إعداد جيل أكثر قدرة على الفهم والتحليل والمشاركة الإيجابية في بناء المستقبل.
هذا المحتوى مقدم من بوابة دار الهلال
