الابتكار في الرعاية الصحية لم يعد خيارًا بل ضرورة. واليوم تعتمد المستشفيات والعيادات على الذكاء الاصطناعي والبيانات لتحسين التشخيص وتعزيز العلاجات وتسريع القرارات الطبية مع التركيز على سلامة المرضى وخصوصيتهم.
هذه التقنيات تفتح آفاقًا واسعة لتحقيق رعاية صحية أكثر كفاءة وشمولية، لكنها تطرح أيضًا تحديات كبيرة تتعلق بالشفافية والمسؤولية والمساءلة الأخلاقية. مواجهة هذه التحديات تتطلب قيادة فكرية ومؤسسية قادرة على موازنة الابتكار مع حماية حقوق المرضى وضمان جودة الرعاية.
إحدى الجلسات الحوارية في قمة "فوربس الشرق الأوسط لقادة الرعاية الصحية" استعرضت رؤى استراتيجية تخص هذه المواضيع بمشاركة المديرة التنفيذية لقطاع علوم الحياة الصحية في دائرة الصحة - أبوظبي د. أسماء إبراهيم المناعي، والمدير التنفيذي للبيانات والذكاء الاصطناعي في "بيورهيلث" د. محمد خدادادي، وأدارت الجلسة ليان أبو شكير محررة وباحثة في فوربس الشرق الأوسط.
الذكاء الاصطناعي يضاعِف قوة الرعاية الصحية وصفت د. أسماء المناعي الذكاء الاصطناعي بأنه "مضاعِف للقوة" في قطاع الرعاية الصحية، كونه يتجاوز بالقدرات البشرية آفاقاً جديدة، شريطة أن يُحكم بضوابط صارمة تضمن أعلى مستويات السلامة والأخلاقيات والسرية للمجتمع.
أكدت المناعي أن ثقة الجمهور هي الأساس في تبني التقنيات الحديثة، مشددة على ضرورة وجود إطار أخلاقي قوي. وأوضحت أن فهم الخوارزميات وطريقة عملها، واعتمادها على البيانات المحلية، وقدرتها على تقديم نتائج دقيقة ضروري، لأن غياب هذه المعايير يجعل استخدام تلك التقنيات محفوفًا بالمخاطر.
وفي سياق متصل، أوضحت أن الحوكمة الفعّالة ليست مجرد إجراء شكلي بل هي إطار عمل مستمر يبدأ من الفكرة ويمتد حتى التنفيذ. ويتضمن هذا الإطار نظام مراقبة دقيقاً يشمل دراسات مبنية على أدلة واقعية، ومتابعة ما بعد التسويق، وتدقيقات للأمن السيبراني، بالإضافة إلى تفعيل آليات تضمن العدالة وجودة النتائج الصحية للسكان.
وحول العلاقة بين التكنولوجيا والكوادر الطبية، أكدت المناعي أن الذكاء الاصطناعي أداة لتعزيز قدرات الأطباء وليس بديلاً عنهم، فبينما تتفوق الآلة في التعرف على الأنماط بدقة متناهية، يظل الطبيب هو المصدر الوحيد للعنصر البشري المتمثل في التعاطف، والحكم المهني، وفهم السياق الخاص لكل مريض.
ونبهت إلى أن مفهوم "الأمية الرقمية" يجب أن يتلاشى، حيث أصبح تمكين الكوادر الطبية من الذكاء الاصطناعي ضرورة ملحة. ولفتت إلى أن التطور التقني الحالي يتيح للأطباء استخدام أدوات تحليل البيانات المتقدمة دون اشتراط إتقان لغات البرمجة، ما يساهم في تحقيق توازن مثالي يقود فيه الإنسان الرعاية الصحية مدعوماً بدقة الآلة.
وأكدت المناعي أن الجدل الأخلاقي والقانوني حول اتخاذ القرار الطبي قد حسم، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي يقدم توصيات موجهة للطبيب، لكن الأخير هو المسؤول ضمن السياق المهني والقانوني. ودعت في ختام حديثها إلى ضرورة إشراك الأطباء في تصميم الحلول الرقمية والخوارزميات، وألا.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط
