أفاد مكتب الإحصاء الأميركي، اليوم الثلاثاء، بأن مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة تباطأت خلال الخريف، في مؤشر إضافي على فتور النشاط الاقتصادي خلال الأشهر الأخيرة.
وأظهر تقرير أكتوبر، الذي تأخر صدوره بسبب الشلل الأخير في عمل الإدارة الفيدرالية، أن مبيعات متاجر التجزئة استقرت دون تغيير في أكتوبر، بعد نمو بنسبة 0.1% في سبتمبر. وكان اقتصاديون استطلعت «وول ستريت جورنال» آراءهم يتوقعون نمواً قدره 0.1%.
وتراجع زخم أعمال تجار التجزئة خلال الأشهر الماضية، ما يشير إلى تباطؤ إنفاق المستهلكين. ففي عام 2024، بلغ متوسط نمو مبيعات التجزئة نحو 0.5% شهرياً.
الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة تتجاوز التوقعات في نوفمبر
ويتابع المحللون من كثب سيل البيانات الاقتصادية المؤجلة، مع عودة الجهاز الإحصائي الأميركي إلى العمل بعد الشلل الأخير في الإدارة الفيدرالية. كما أظهرت بيانات جديدة لوزارة العمل، صدرت صباح الثلاثاء، أن وتيرة التوظيف تذبذبت في أكتوبر، في حين أظهرت بيانات نوفمبر زيادة التوظيف بنحو 64 ألف وظيفة، مع ارتفاع طفيف في معدل البطالة إلى 4.6%.
ومع صدور البيانات المتأخرة تباعاً، تؤكد معظم المؤشرات أن الاقتصاد الأميركي تجنّب تباطؤاً حاداً. فقد ارتفع معدل البطالة تدريجياً فقط، ولا يزال منخفضاً وفق المعايير التاريخية. كما نمت أرباح الشركات بوتيرة قوية خلال الربع المنتهي في سبتمبر. ويتوقع كثير من الاقتصاديين تسارع النمو الاقتصادي العام المقبل، لا سيما إذا تراجعت المخاوف المرتبطة بالتغيرات السريعة في الرسوم الجمركية.
ارتفاع معنويات شركات بناء منازل الأميركيين إلى أعلى مستوى في 8 أشهر
مع ذلك، تواجه الأسر ضغوطاً على عدة جبهات، ما يشكّل عامل ضغط على الاقتصاد ككل، نظراً للدور الكبير الذي تؤديه نفقات الاستهلاك؛ فقد أدّى تباطؤ التوظيف إلى إطالة فترات البحث عن عمل للعاطلين، كما انخفض عدد الوظائف الشاغرة لكل باحث عن عمل مقارنة ببداية العقد. وتباطأ نمو الأجور، فيما لا تزال معدلات التضخم المرتفعة تضغط على الميزانيات الشخصية. وتشير بعض استطلاعات المستهلكين إلى أن المعنويات الاقتصادية تقترب من أدنى مستوياتها التاريخية.
وجاءت الإشارات الصادرة عن كبار تجار التجزئة متباينة؛ فقد أعلنت «وولمارت» وسلاسل الملابس، مثل «غاب» و«تي.جيه. ماكس»، نتائج مشجعة توحي بموسم قوي لمبيعات العطلات، في حين نشرت شركات أخرى، بينها «هوم ديبوت» و«تارغت»، أرقاماً وتوقعات مخيبة تشير إلى أن المستهلكين أصبحوا أكثر حذراً.
وتظهر أيضاً دلائل على أن المستهلكين المنهكين من التضخم يقاومون محاولات تجار التجزئة رفع الأسعار؛ إذ يشير مسؤولو قطاع البيع بالتجزئة إلى أن المستهلكين باتوا يفضلون العبوات الأصغر أو يتجهون إلى متاجر أقل كلفة. كما تعتمد «كوستكو» وغيرها من نوادي البيع بالجملة بشكل متزايد على علاماتها التجارية الخاصة لتقديم عروض أفضل للمستهلكين.
هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس
