تستعد مؤسسات الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع لإجراء تصويت حاسم على اتفاقية التجارة الحرة مع تكتل "ميركوسور" (السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية)، في وقت تكثف فيه فرنسا ضغوطها لتأجيل القرار، فيما لا تزال موازين التأييد والمعارضة غير محسومة، بحسب الدنمارك التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
ووفق مسؤولين دنماركيين، نُظّم التصويت بما يتيح لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التوجه إلى البرازيل في 20 ديسمبر لتوقيع الاتفاق، غير أن باريس دعت إلى إرجاء البت فيه حتى يناير، معتبرة أن شروط الموافقة لم تكتمل بعد، وفقا لمنصة "أنتيل نيوز".
ويهدف الاتفاق إلى ربط الاتحاد الأوروبي بكل من الأرجنتين والبرازيل وباراجواي وأوروجواي، ليشكل أكبر اتفاق تجاري للاتحاد من حيث خفض الرسوم الجمركية، بعد مفاوضات استمرت 25 عاماً، ويغطي سوقاً تضم نحو 800 مليون نسمة.
غير أن تمرير الاتفاق يواجه عقبات، إذ يتطلب دعماً من 15 دولة تمثل 65% من سكان الاتحاد. وبينما تؤيده ألمانيا وإسبانيا ودول الشمال، أعلنت بولندا معارضتها، في حين لم تحسم فرنسا وإيطاليا موقفهما بعد، ما يجعل روما لاعباً محورياً.
فرنسا، أكبر منتج زراعي في الاتحاد، تطالب بضمانات إضافية تشمل آليات لوقف الواردات في حال الإغراق، وفرض مطابقة المنتجات لمعايير الاتحاد، وتشديد الرقابة الصحية. في المقابل، أكدت البرازيل تمسكها بتوقيع الاتفاق في موعده، معتبرة إياه ذا أهمية اقتصادية وجيوسياسية كبرى للجانبين، خاصة في ظل الحاجة الأوروبية إلى تنويع الشراكات وتأمين المعادن الحيوية اللازمة للتحول الأخضر.
في غضون ذلك، زادت التوترات داخل السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية (ميركوسور) من تعقيد الأمور. فقد اقترحت البرازيل خفض مساهماتها السنوية في صندوق التنمية التابع للتكتل (فوسيم) من 100 مليون دولار إلى نحو 30 مليون دولار، مما أثار احتجاجات من أوروجواي وباراجواي، المستفيدتين الرئيسيتين. وقالت الدولتان إن الاقتراح "يرسل إشارة سلبية للتكامل الإقليمي" و"يضعف آلية التماسك الرئيسية في ميركوسور سياسياً واقتصادياً". وقد تظهر عقبة أخرى من الأرجنتين، حيث يفضل الرئيس خافيير ميلي توثيق العلاقات مع الولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب، وقد لوّح في بعض الأحيان بإمكانية الانسحاب من التكتل التجاري الإقليمي إذا طلبت واشنطن ذلك.
ومن المقرر عقد قمة ميركوسور في 20 ديسمبر الجاري، حيث ستسلم البرازيل الرئاسة الدورية للتكتل إلى باراجواي.
هذا المحتوى مقدم من بوابة دار الهلال
