كشف قائد مقاومة الحجرية العقيد فؤاد الشدادي في تصريحات نارية، عن ما قال إنه عبثٌ خطير يطال الملف العسكري في محافظة تعز الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، وعلى رأسه ملف الترقيات المرفوع إلى اللجنة المكلفة من رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
وأكد الشدادي وجود تلاعب ممنهج في كشوفات الترقيات والتسويات العسكرية، معتبرًا أن ما يجري عبث وظيفي لا يشرفه أن يكون جزءًا منه، خصوصًا حين تُمنح رتب وترقيات لقادة وجماعات تضم قتلة ومتهمين ومطلوبين للعدالة، بعضهم لا صلة له بالجبهات أو بالمواجهات مع مليشيا الحوثي.
وأعلن قائد مقاومة الحجرية اعتذاره رسميًا عن قبول الرتبة التي مُنحت له، رغم استحقاقه القانوني لها، كونه من منتسبي القوات البحرية منذ العام 1992م، مؤكدًا أنه سبق ورفع اعتذاره إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في موقف احتجاجي صريح على ما وصفه بالفساد والتلاعب الذي يشوب الملف العسكري.
وأشار الشدادي إلى وجود تحايل واستغلال لمظلومية بعض ضباط وأفراد اللواء 35 مدرع، عبر إدراج كشوفات رُفعت باسم لجنة المصالحة شملت قادة مجاميع تابعة لما يسمى بـ الحشد الشعبي - مدعومين من قطر الإخوانية-، إلى جانب عناصر متورطة في جرائم، ومطلوبين للعدالة، ضمن قوائم الترقيات.
وفي منشور له، عبّر الشدادي عن رفضه القاطع استغلال اسم نجله الشهيد وجدان الشدادي للمزايدة وتمرير كشوفات مشبوهة، موضحًا أن رئيس اللجنة اللواء يوسف الشراجي اقترح ترقية الشهيد تقديرًا لأدواره البطولية التي يعرفها شخصيًا، غير أن ذلك بحسب الشدادي جرى توظيفه لاحقًا لتمرير مكافآت وترقيات لقادة ومجاميع لا علاقة لها بالجبهات، وبعضهم متهم في قضايا جسيمة، بينها التورط في تصفية الدكتور أصيل الجبزي نجل رئيس عمليات اللواء 35 مدرع.
وأبدى الشدادي استغرابه من إدراج أسماء لمنحهم رتبًا رفيعة، بينها عقيد ورائد ونقيب وملازم أول، مؤكدًا أن الكشوفات التي رفعها لمعالجة أوضاع الضباط والأفراد تعرّضت لتلاعب واضح من قبل اللجنة ذاتها، وأن المعايير الموضوعية التي بُنيت عليها المعالجة تم نسفها بالكامل.
واتهم الشدادي رئيس اللجنة بالظهور بمظهر المستغرب والمتبرئ، بينما وفق قوله يجري الالتفاف والتحايل بعلم كامل، مع إطلاق وعود بالمعالجة لامتصاص الغضب دون تنفيذ أي خطوات فعلية على الأرض.
وبحسب مراقبين، فإن اللجنة برئاسة الشراجي تتجه لأن تكون أداة لتمرير أجندات فصائلية وشرعنة العبث بملف الترقيات ومنح الرتب، مستندين إلى سوابق بحسب وصفهم خلال فترة قيادته لمحور تعز، حين جرى تكليف قيادات على الورق وتفويضها بملفات حساسة، من بينها مخصصات التغذية، في واحدة من أكثر المراحل إثارة للجدل داخل المؤسسة العسكرية بالمحافظة.
وتفتح تصريحات الشدادي الباب واسعًا أمام تساؤلات حادة بشأن نزاهة إدارة الملف العسكري في تعز، وتضع الجهات المعنية أمام اختبار حقيقي لمراجعة كشوفات الترقيات، ومحاسبة كل من تورط في تحويل المؤسسة العسكرية إلى ساحة عبث وصراع نفوذ، على حساب تضحيات المقاتلين ودماء الشهداء.
هذا المحتوى مقدم من نافذة اليمن
