في أحدِ صباحات العام 2007 الباردةِ، وفي العاصمة الأمريكيَّة واشنطن، وقفَ شابٌّ بملابس عاديَّة في إحدى محطَّات المترو، يعزفُ الكمانَ بإتقانٍ لمدة 45 دقيقةً.. خلال هذا الوقت الطَّويل، مرَّ بجواره الآلاف من النَّاس، لم يتوقَّف منهم للاستماعِ بجديَّة إلَّا سبعة فقط، وضعوا في قبَّعة العازفِ ما يقارب 32 دولارًا لا غير!.
المفاجأة الصَّاعقة التي كشفت عنها صحيفة «واشنطن بوست» في اليوم التَّالي، أنَّ هذا الشَّاب ليس متسوِّلًا، بل هو (جوشوا بيل)، أحد أفضل عازفِي الكمان في العالم، والآلة التِي كان يعزفُ عليها من ماركة «ستراديفاريوس»، أصليَّة، قيمتها 3.5 ملايين دولار، والمقطوعات التي عزفها من أعقد وأروع ما كُتب في تاريخ الموسيقى!.. والمفارقة الأكبر أنَّ كلَّ تذاكر حفلته في نفس المدينة قبل يومين فقط؛ نفدت بالكامل، حيث دفع النَّاس مئات الدولارات ليجلسُوا بعيدًا، ويستمعُوا لنفس الموسيقى التي تجاهلُوها مجانًا في محطَّة المترو!.
هذه التجربة الاجتماعيَّة لم تكن اختبارًا لمهارة العازف، بل كانت اختبارًا قاسيًا لنا نحن البشر.. فهي تكشف عوارنا النفسيَّ والاجتماعيَّ، فنحن -في الغالب- لا نُقدِّر «القيمة» بذاتها، بل نُقدِّر «الإطار» الذي تُوضع فيه، فلا نتذوَّق الجَمَال إلَّا إذا قُدِّم لنا تحت أضواء المسرح، ولا نحترم الموهبة إلَّا إذا ارتدت بدلةً رسميَّةً!.. وهذه «العقدة» -عقدة الإطار المُذهَّب- هي التفسير الدقيق والمؤلم لما.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة
