تُعيق الإنسانَ -أحيانًا- عن ممارسة نشاطٍ، أو خوض تجربةٍ مهمَّةٍ، مخاوفُ قد لا تكون حقيقيَّةً، بل هي مجرَّد أوهام في ذهنه. لكنَّه يفوِّت كثيرًا من المتعة والمنفعة، إذا استجاب لها وتركها تهيمنُ عليه.
عندما ينتصرُ الإنسانُ على مخاوفِهِ، ويستجيب لرغبته، ويتبع شغفه، يجد أنَّ كلَّ تلك المخاوف لم تكن سوى أوهامٍ كادت تحرمه متعة حضور مناسبة، أو ممارسة نشاط، أو تلبية دعوة.
منذ عامين، عندما ذهبتُ إلى معرض الكِتَاب في جدَّة، أرهقنِي الوصول إلى المعرض؛ بسبب التحويلات الكثيرة، ثمَّ الوقوف بعيدًا جدًّا عن المدخل، وصعوبة الخروج بحمل الكُتب.
العام الماضي، تردَّدتُ كثيرًا، ولم أذهبْ، لكن هذا العام، دفعنِي شغفي باقتناء الكُتب؛ إلى الذهاب رغم مخاوفِي من معوِّقات الوصول.
المفاجأة أنَّه عندما وصلتُ لم يكن الأمر بتلك الصعوبة، بل كان في غاية السَّلاسة والسُّهولة، إذ وجدتُ سيَّارتي أمامَ إحدى البوابات الكثيرة المحيطة بالمبنى، المُقام فيه معرض الكِتَاب «جدَّة دوم»، المبنى الدَّائري الذي يُعدُّ تحفةً فنيَّةً بلا أعمدةٍ تعيق الحركة، أو تنسيق الفعاليَّات، كما أنَّ المداخل المتعدِّدة تُقلِّل الازدحام خلال الفعاليَّات الجماهيريَّة، كمعرض الكتَاب.
عندما وقفتُ أمام البوابة، لم أكنْ أعلم بوجود حجز التذاكر المجانيَّة عبر الإنترنت، مع ذلك وجدتُ ترحيبًا من الشَّباب خارج المبنى وداخله، وقد يسَّروا لي الأمر بكلِّ ترحابٍ ولُطف؛ ممَّا أخجلني من تردُّدي السَّابق، ومخاوفي المعيقة، وأوهامي التي حرمتني حضور معرض الكتاب في جدَّة العام الماضي.
عندما دخلتُ وشاهدتُ منظرَ الأجنحة، توقَّفتُ لأملأ رئتيَّ برائحة الكُتب، وشعرتُ بسعادةٍ كطفلٍ يجد نفسه داخل مدينة ألعاب، يُدهشه المكان والازدحام، ثمَّ يركض بين الألعاب لا يعرف من أين يبدأ؟.
كانت لديَّ قائمة طويلة من الكُتب التي أبحثُ عنها، فتجاهلتُ في البداية اللَّوحات الإلكترونيَّة التي تيسِّر عمليَّة البحث عن الكتاب والمكتبة، وموقعهما بدقَّة من خلال الأرقام والرموز التي تُسهِّل السَّعي وتُوفِّر الجهد. ومع ذلك،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة
