أرسلت رئيسة جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني MI6 الجديدة، بليز ميترويلي، في أول ظهور علني لها، إشارات قوية إلى عزمها ترك بصمتها الخاصة على المنصب، وذلك من خلال تسليط الضوء على موجة تهديدات مترابطة تواجه "الديمقراطيات الغربية"، على حد وصفها، كما لفتت إلى أن ملفات "مواجهة روسيا" و"التعامل مع الصين"، فضلاً عن العلاقات مع الحليف الأميركي التاريخي، تتصدر استراتجية الجهاز في ولايتها.
وتولت ميترويلي منصبها هذا الخريف، لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة جهاز الاستخبارات الخارجية السرية في تاريخه الممتد إلى نحو 116 عاماً، ويُشار إلى رئيس الجهاز عادة بالحرف C، وهو العضو الوحيد المعروف علناً في هذه المؤسسة شديدة السرية.
وتضمن الخطاب الأول لميتروِيلي، في مقر MI6 بالعاصمة البريطانية لندن، الاثنين، كثيراً من الأعداء والحلفاء أنفسهم، الذين اعتاد أسلافها الإشارة إليهم، وفق مجلة "بوليتيكو".
ميتروِيلي، التي تسلّمت مهامها خلفاً لريتشارد مور في أكتوبر الماضي، سلّطت الضوء على اضطرابات جيوسياسية وتقنية، محذرة من أن "خط الجبهة بات في كل مكان". وأضافت: "نحن نعمل الآن في مساحة بين السلم والحرب".
تكتلات وتحالفات جديدة
وفي خطاب تخللته إشارات إلى تحول النظام عبر الأطلسي، وتنامي التضليل الإعلامي، قدمت ميتروِيلي إشارات "محدودة بشكل لافت" إلى العلاقة التاريخية الوثيقة مع الولايات المتحدة في مجال جمع المعلومات الاستخباراتية، التي شكلت على مدى عقود ركيزة أساسية في التفاهم الاستخباراتي البريطاني.
وبدلاً من ذلك، شددت ميتروِيلي، على أن "تكتلات وهويات جديدة تتشكل، والتحالفات يعاد رسمها"، وهذا الطرح سيُنظر على نطاق واسع بوصفه "اعترافاً رسمياً" بأن الإدارة الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترمب فرضت على الأجهزة الأمنية التحول نحو بناء علاقات متعددة الأطراف، بحسب "بوليتيكو".
وبالمقارنة مع فقرة مطولة عن خطورة التهديد الروسي لبريطانيا، اكتفت ميتروِيلي بإشارة "عابرة" إلى ميول الصين لشن هجمات سيبرانية ضد بريطانيا، بل وصفتها بأنها "بلد يشهد تحولاً محورياً خلال هذا القرن"، وهو ما اعتبرته المجلة عبارة "أكثر إيجابية".
اقرأ أيضاً
اقرأ أيضاً
في خطوة غير مسبوقة.. بريطانيا تعلق تبادل الاستخبارات مع أميركا جزئياً
قالت مصادر مطلعة لـ CNN إن المملكة المتحدة أوقفت مشاركة معلومات استخباراتية بشأن السفن المشتبه في تهريبها للمخدرات في منطقة الكاريبي مع الولايات المتحدة.
وقالت "بوليتيكو"، إن المتشددين في وستمنستر (مقر البرلمان البريطاني)، سيلاحظون أن ميتروِيلي، التي نشأت في هونج كونج وتعرف النظام الصيني عن قرب، تعاملت "بحذر" مع مخاطر الصراع في بحر الصين الجنوبي وأنشطة التجسس التي تنفذها بكين مستهدفة سياسيين بريطانيين وحتى أفراداً من العائلة المالكة. وفي عبارة "محسوبة"، قالت إنها "ستكسر التقاليد ولن تقدم جولة عن التهديدات العالمية".
وكان سلفها معروفاً بهذا النهج، الذي راق لمن راقهم مدير MI6 صريحاً يقدم تحليلات موجزة للتوترات العالمية وتداعياتها، لكنه أثار في المقابل استياء بعض المسؤولين في وزارة الخارجية الذين رأوا أن "لطف" رئيس الجهاز السابق، قد يجعله أحياناً مفرط الصراحة في تعليقاته الجيوسياسية.
"نهج مختلف" مع بكين
وحمل خطاب الرئيسة الجديدة لـ MI6، إيحاءً بأن التعامل مع الصين يتطلب نهجاً مختلفاً عن سياسة المواجهة المباشرة مع روسيا "العدوانية والتوسعية والرجعية".
ورجحت "بوليتيكو"، أن أسباب ذلك ربما تُعزى إلى تداعيات نقاش حاد داخل الحكومة البريطانية بشأن كيفية التعامل مع قضية اعتقال بريطانيين اثنين بتهمة التجسس لصالح الصين، فضلاً عن زيارة مرتقبة لرئيس.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من الشرق للأخبار
