في زمن تتسارع فيه القرارات وتُقاس فيه النجاحات بالأرقام السريعة، يبرز سؤال جوهري: هل ما نحققه اليوم قابل للاستمرار غداً؟ الواقع أن كثيراً من المؤسسات تنجح مرحلياً، لكنها تتعثر لاحقاً لأنها بُنيت على أشخاص لا على أنظمة، وعلى ردّات فعل لا على رؤية. وهنا يظهر جوهر القيادة المستدامة كمعيار حقيقي لقياس نضج القيادات، لا كخيار إداري إضافي.
القيادة المستدامة لا تعني إدارة الأزمة فقط، ولا الاكتفاء بتحقيق نتائج مرحلية ترضي التقارير، بل تعني اتخاذ قرارات قد لا تكون شعبية على المدى القصير، لكنها ضرورية لضمان الاستقرار المؤسسي على المدى البعيد. وهي قيادة تفكر في ما بعد المنصب، وتدرك أن أعظم إنجاز للقائد ليس ما يحققه أثناء وجوده، بل ما يستمر بعده.
في هذا السياق، تبرز تجربة دولة الإمارات كنموذج واضح في تبني مفهوم الاستدامة كمنهج شامل، لا كشعار. فرؤية الإمارات للمستقبل تؤكد بوضوح أن التنمية الحقيقية هي تلك التي تراعي الإنسان، وتبني اقتصاداً معرفياً، وتعزز كفاءة المؤسسات، وتضمن استدامة الموارد. غير أن ترجمة هذه الرؤية على أرض الواقع تظل مرتبطة بمدى تبني القيادات لنهج مستدام في الإدارة واتخاذ القرار.
القيادة المستدامة تتطلب شجاعة في مراجعة السياسات، وجرأة في كسر الاعتماد على الأشخاص، واستعداداً حقيقياً لبناء.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية
