في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة وتسيطر فيه الأجهزة الذكية على تفاصيل يومنا، لم يعد مستغربا أن يسهر الأطفال حتى ساعات متأخرة من الليل، أو أن تزداد أوزانهم تدريجيا، أو أن يصبحوا أكثر عرضة لبعض الأمراض المكتسبة في سن مبكرة، والأخطر من ذلك أن هذه الظواهر باتت تعامل على أنها "أمور طبيعية"، في حين أنها في الواقع مؤشرات واضحة على وجود خلل عميق في إيصال التوعية لجيل اليوم.
والواقع أن كثيرا من الأسر ما زالت تركز على التوعية الاجتماعية والسلوكية بصيغتها التقليدية، مستخدمة عبارات يومية مألوفة مثل "روح نام يا ولدي الوقت متأخر"، "لا تجلس كثير على الأجهزة وروح ذاكر"،.. وغيرها من العبارات التي تتكرر يوميا، دون أن يربط هذا التوجيه الأسري للأبناء بجوهره الصحي وأثره المباشر على نموهم الجسدي والنفسي ومستقبلهم الصحي.
والمشكلة ليست في النصيحة ذاتها، بل في طريقة تقديمها ومضمونها، فالأطفال اليوم يعيشون في عالم رقمي مفتوح، لا تكفي فيه الأوامر المجردة لإحداث تغيير حقيقي في السلوك، فمع غياب التفسير الصحي المقنع، تتحول النصائح المتكررة إلى كلمات عابرة لا تلامس وعي الأطفال ولا تدفعهم لاتخاذ قرار صحي نابع من القناعة، فالتعامل مع الأطفال في مختلف مراحلهم العمرية اليوم يحتاج إلى خطاب صحي مبسط ومقنع، لا إلى توجيه سلوكي جاف، فمثلا لا بد أن يدركوا تماما أن النوم المبكر ليلا ليس مجرد التزام بالوقت، بل ضرورة حيوية تفرز خلالها هرمونات تضبط إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، ويبرز من بينها هرمون النمو المرتبط بالنمو الطولي، والذي يلعب دورا أساسيا في الوقاية من قصر القامة واضطرابات النمو، كما أن الأكل غير الصحي لا يؤدي إلى زيادة الوزن بشكل مفاجئ، بل يراكم الدهون تدريجيا، ومع مرور الوقت يمهد للسمنة ومضاعفاتها الصحية، وعلى رأسها ارتفاع احتمالية الإصابة بداء السكري من النوع الثاني في سن مبكرة، أما الجلوس لساعات طويلة خلف الشاشات والألعاب الالكترونية، فلا يقتصر ضرره على ضعف التركيز أو إجهاد العين، بل يمتد ليشمل آلام العمود الفقري، ضعف اللياقة البدنية، اضطرابات النوم، واختلال التمثيل الغذائي، بالإضافة إلى أن غياب.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة مكة
