أعاد الهبوط الأخير في سوق العملات المشفرة تشكيل سلوك المستثمرين، فبعد أن ضربت الخسائر أكثر القطاعات رواجًا داخل المنظومة الرقمية، باتت شريحة أوسع تميل إلى الحذر وتبحث عن أدوات جديدة لإدارة المخاطر بدل الاكتفاء بالشراء المباشر، وفق رويترز.أدوات الاستثمار تتوسعخلال سنوات قليلة، اتسعت قائمة البدائل أمام المستثمرين من شراء العملات المشفرة مباشرة إلى صناديق المؤشرات الفورية، إضافة إلى المشتقات مثل عقود الخيارات والعقود الآجلة، وكذلك أسهم شركات التعدين وشركات "الخزانة" التي تحتفظ بأصول رقمية،إلى جانب منصات التداول ومزودي البنية التحتية. هذا التنوع زاد فرص الاستثمار، لكنه كشف فروقا كبيرة في الأداء، خاصة مع الرافعة المالية وارتفاع التقييمات وحساسية التمويل.بيتكوين يتراجع عن القمةوتراجعت بيتكوين بما يصل إلى 36% من مستوى قياسي عند 126223 دولارًا سجلته في 6 أكتوبر، وما زالت تدور قرب 30% دون تلك القمة، لكن الخسائر كانت أشد في شركات خزائن بيتكوين وعلى رأسهاشركة "ستراتيجي" المالكة لاحتياطيات كبيرة من بيتكوين، التي تعتمد على الاحتفاظ بالعملات المشفرة ضمن أصولها واللجوء أحيانًا إلى تمويل عبر الأسهم أو الديون لشراء مزيد من الأصول الرقمية.لسنوات تداولت أسهم هذه الشركات بعلاوة فوق قيمة بيتكوين التي تمتلكها، مع افتراض أن العلاوة ستواصل الاتساع. ومع هبوط بيتكوين تقلصت تلك العلاوات بسرعة، وسهم"ستراتيجي"هبط 54% مقارنة بذروة بيتكوين في أكتوبر، وتراجع 63% مقارنة بمستواه في منتصف يوليو. وتعرضت شركات مماثلة مثلشركة "ميتابلانيت"اليابانية وغيرها لضغوط مماثلة، في ما وُصف بأنه فقاعة موضعية انكمشت مع أول موجة تصحيح حادة.بين بيتكوين والذكاء الاصطناعيلم تسلم شركات تعدين بيتكوين من التراجع، وواجهت شركات مثل "آيرِن" و"كلين سبارك لتعدين بيتكوين" و"رايوت لتعدين بيتكوين" و"مارا" ضغوطًا في الأسعار بالتوازي مع تحولات تشغيلية.لذلك تسعى إلى استغلال عقود الكهرباء الرخيصة طويلة الأجل، للتحول نحو مراكز بيانات تخدم شركات التكنولوجيا العملاقة في مجال الذكاء الاصطناعي.هذا التحول جذب المستثمرين، لأنه يجمع بين موضوعين قويين هما الأصول الرقمية والذكاء الاصطناعي، لكنه في المقابل فتح ملف الربحية والديون والحاجة المستمرة إلى سيولة جديدة لتمويل الانتقال، وهو ما زاد حساسية هذه الأسهم لأي تغير في البيئة المالية.وترى مؤسسات في وول ستريت، أن العلاقة بين استثمارات الكريبتو والذكاء الاصطناعي ستزداد تشابكا خلال الأعوام المقبلة لأن الطاقة أصبحت عنق زجاجة للنمو. ووفقا لتقديرات مورغان ستانلي، تواجه مراكز البيانات في الولايات المتحدة عجزًا محتملًا في الطاقة يبلغ 47 غيغاواط حتى 2028. وتشير التقديرات، إلى أن تحويل جزء من عمليات تعدين الكريبتو يمكن أن يخفف جزءا ملموسا من الفجوة بما يتراوح بين 10 و15 غيغاواط أو أكثر.صعود الإدارة النشطةفي مقابل، نماذج الاستثمار التي تضخم المخاطر ظهرت إستراتيجيات تستهدف تقليل التقلبات أثناء فترات الهبوط عبر إدارة نشطة والتحوط. من الأمثلة التي أشار إليها التقرير صندوق "فان إيك" للاقتصاد على السلسلة" ،الذي حقق عائدا 32% منذ إطلاقه في مايو، مع التركيز على تقليل الانكشاف على الأسماء الأعلى مديونية والأكثر اعتمادا على الرافعة المالية.وبرز نموذج شركة "إي إم جيه" لتقنيات الأصول الرقمية، الذي طور نهجًا يعتمد على محفظة أصول رقمية، مع تحوط نشط وتوليد عائد عبر بيع الخيارات، بدلًا من الاعتماد المتكرر على إصدار أسهم أو ديون. وذكر التقرير، أن "إس آر إكس لحلول الرعاية الصحية" أعلنت شراء "EMJX" وأن تغيير رمز التداول إلى "EMJX" متوقع بعد إتمام الصفقة في الربع الأول من 2026.بيتكوين يعزز موقعهرغم ضوضاء السوق، يرى التقرير أن بيتكوين عزز موقعه كالأكثر رسوخًا داخل العملات المشفرة، بدعم مؤسسي متزايد. ومن الإشارات اللافتة، أن وقف جامعة هارفارد بات يمتلك صندوق "آي شيرز" لبيتكوين" التابع لشركة "بلاك روك" لإدارة الأصولكأكبر مركز أسهم معلن لديه. وبدأت صناديق ثروة سيادية في لوكسمبورغ وأبوظبي وجمهورية التشيك، بناء مراكز استثمارية مرتبطة ببيتكوين.(رويترز)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد
