شهد قطاع البترول المصري خلال عام 2025 خطوات واسعة نحو تعزيز الإنتاج المحلي، وخفض فاتورة الاستيراد، وجذب الاستثمارات العالمية، إلى جانب تنفيذ مشاريع تنموية ومبادرات مجتمعية، وقد تميز العام بتحقيق أكثر من 75 كشفًا جديدًا للبترول والغاز، وارتفاع طاقات الإنتاج، وتوسيع نطاق التعاون الدولي، فقد شهد النصف الأول من 2025 توقيع أكثر من 18 اتفاقية في مجالات البترول والغاز والطاقة لتعزيز التعاون مع الشركاء المحليين والدوليين.
اكتشافات جديدة
حقق قطاع البترول نحو 75 كشفًا جديدًا للبترول والغاز خلال عام 2025، مع دخول 383 بئرًا جديدة على خريطة الإنتاج، ما ساهم في تعزيز الإنتاج المحلي وزيادة الموارد الوطنية للطاقة، الأمر الذى أسهم فى إضافة 1.1 مليار قدم مكعب غاز ونحو 200 ألف برميل زيت خام يومياً لقدرات الإنتاج، وتوفير نحو 6.7 مليار دولار من فاتورة الاستيراد للمنتجات البترولية والغاز، كما تستهدف الوزارة حفر أكثر من 100 بئر استكشافية جديدة للبترول والغاز خلال عام 2026.
وفي ديسمبر تم الإعلان عن اكتشاف غاز طبيعي جديد باحتياطيات تصل إلى نحو 25 مليار قدم مكعبة في أحد مواقع الامتياز بالدلتا، وهو ما يعزز قدرات مصر على تلبية احتياجاتها من الغاز الطبيعي.
التوازن بين الإنتاج والاستهلاك
وتمكن القطاع من موازنة احتياجات الطاقة المحلية وتوفير إمدادات الكهرباء والغاز رغم التحديات التشغيلية، بحسب تصريحات وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس كريم بدوي، أحد الآبار الجديدة ساهم في زيادة الإنتاج بمعدل حوالي 4100 برميل نفط يوميًا، ما يمثل إضافة قوية لمخرجات الإنتاج المحلية.
خفض فاتورة الاستيراد وتعزيز الاكتفاء المحلي
وساهمت زيادة معدلات الإنتاج والسياسات التحفيزية في خفض فاتورة استيراد الوقود بنحو 3.5 3.6 مليار دولار خلال العام المالي حتى منتصف 2025، كما أعلنت الوزارة تثبيت أسعار المنتجات البترولية في السوق المحلي لمدة عام كامل، لضمان استقرار الأسعار للمستهلكين رغم التقلبات العالمية.
توسيع الاستثمار والأطر التنظيمية
طرحت وزارة البترول مزادات عالمية للاستكشاف في البحر الأحمر بنظام اقتسام إنتاج محفز للمستثمرين، ما ساهم في جذب رؤوس أموال جديدة، كما أعلنت الوزارة خلال فعاليات ADIPEC 2025 عن فرص استثمارية جديدة عبر بوابة مصر Upstream Gateway الرقمية، إضافة إلى إطلاق حوافز وتيسيرات للمستثمرين في قطاعات البترول والغاز لتعزيز الاستكشاف والإنتاج.
وقام وزير البترول المهندس كريم بدوي، بزيارات ميدانية مفاجئة لحقول ومنشآت القطاع لدعم العاملين وتحفيز الكفاءات، كما افتتح مشاريع تطويرية متعددة في المناطق المحيطة بأنشطة القطاع، مثل تطوير قرى بمنطقة كينج مريوط لتحسين مستوى المعيشة هناك.
وشارك قطاع البترول في فعاليات دولية مهمة، مثل أسبوع الكويت للطاقة 2025، لتعزيز التعاون الدولي وعرض إنجازات القطاع، مع عقد لقاءات بين وزير البترول ومسؤولين دوليين لتعزيز كفاءة الطاقة والتنقيب والإنتاج.
وأيضا شارك وزير البترول في مؤتمر أديبك 2025 بأبوظبي، حيث عقد سلسلة لقاءات مع رؤساء وأعضاء قيادات كبرى شركات الطاقة العالمية مثل SLB وBP وHalliburton وBaker Hughes وHuawei. وتركزت المباحثات حول تعزيز التعاون في مشاريع المسح الزلزالي وتطبيق تقنيات الحفر المتقدمة وزيادة كفاءة الإنتاج، بالإضافة إلى توسيع نطاق التحول الرقمي في قطاع البترول.
كما استعرض الوزير الجناح المصري في المعرض وأكد على أهمية مشاركة الشركات المصرية في مؤتمرات الطاقة الدولية القادمة، بما يعزز حضور مصر على خريطة الاستثمار العالمية في مجال الطاقة.
وقام الوزير بزيارة رسمية إلى مدينة بيرث بغرب أستراليا، حيث عقد لقاءً موسعًا مع مسؤولي نحو 750 شركة تعدين أسترالية، بحضور قيادات الهيئة المصرية للثروة المعدنية والمستثمرين، وناقش اللقاء فرص الاستثمار المشتركة في قطاع التعدين والطاقة، وأبدت الشركات الأسترالية اهتمامًا بدخول السوق المصرية وتعزيز التعاون مع شركات وطنية، ما يفتح آفاقًا جديدة لتعظيم الاستفادة من الموارد المعدنية في مصر.
وعلى هامش قمة الهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان، التقى الوزير كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات عمانية، مثل شركة هيدروجين عمان والشركة العمانية للصهاريج، لمناقشة سبل دعم الشركات المصرية في مشاريع الهيدروجين الأخضر والبنية التحتية للطاقة، بما يسهم في توسيع نطاق النشاط المصري في مجالات الطاقة المتجددة.
كما عقد الوزير سلسلة لقاءات في لندن مع مسؤولي مؤسسات التمويل الأوروبية وشركات التعدين العالمية، لبحث توسيع الشراكات الاستراتيجية بين قطاع البترول المصري والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD)، وتوفير الدعم المالي للمشروعات الطموحة في مجالات الطاقة والتعدين.
والتقى الوزير الأمين العام لمنظمة أوبك على هامش فعاليات أديبك، وتم خلال اللقاء بحث تعميق التنسيق الاستراتيجي بين مصر وأوبك، وتبادل المعلومات والخبرات الفنية في الاستكشاف والتنمية، إضافة إلى دعوة رسمية لإلقاء كلمة مصرية في مؤتمر EGYPES 2026.
زيادة الإنتاج وتعزيز الطاقات المحلية
واستهدفت الوزارة رفع إنتاج النفط الخام بنسبة 18% من الحقول البرية والبحرية بنهاية يونيو 2025، ليصل الإنتاج اليومي إلى 565 ألف برميل يوميًا مقابل 475 ألف برميل في العام المالي السابق، في إطار خطة تقليل الاعتماد على الاستيراد وتعزيز الطاقة المحلية.
توسيع فرص الاستثمار والتصاريح للشركات العالمية
وتم طرح فرص استثمارية جديدة لتطوير سبعة حقول نفطية في البحر المتوسط وست مناطق استكشاف في خليج السويس والصحراء الغربية، وتوقيع اتفاقيات مع شركات عالمية بقيمة تزيد على 340 مليون دولار لحفر 10 آبار جديدة، إضافة إلى اتفاق مبدئي مع شركة بي.بي لحفر 5 آبار غاز في البحر المتوسط.
قرارات تنظيمية وتطويرية داخل القطاع
فيما أطلقت الوزارة مبادرة لمعالجة نفايات البترول واستخراج المعادن الاستراتيجية، كما جددت مذكرة تفاهم مع شركة Methanex Egypt لتطبيق منظومة إدارة سلامة العمليات (PSM)، ما يعزز السلامة التشغيلية والمعايير الفنية في القطاع.
قرارات تشريعية وتنظيمية في جانب الثروة المعدنية
تم إقرار قانون الموارد المعدنية الجديد، الذي يمنح الهيئة المصرية للثروة المعدنية وصناعات التعدين مزيدًا من الاستقلالية والصلاحيات، مع خطة لتعزيز مساهمة قطاع التعدين في الناتج القومي من نحو 1% إلى 5 6% من خلال إصلاحات تنظيمية وتشريعية.
هذا المحتوى مقدم من بوابة دار الهلال
