شهدت السنة الأمنية 2025 تحولاً نوعياً في مسار مكافحة المخدرات التركيبية، حيث تراجعت قضايا مخدر "البوفا" بنسبة قياسية بلغت الثلث (33%) مقارنة بالفترات السابقة، حسب ما أفادت به المديرية العامة للأمن الوطني في حصيلتها للعام الجاري.
هذا المؤشر الإيجابي انسحب أيضاً على عدد الموقوفين في هذه القضايا الذي انخفض بنسبة 38%، ناهيك عن تراجع الكميات المضبوطة من هذا المخدر لتستقر عند 5 كيلوغرامات و600 غرام.
ويعزى هذا الانخفاض إلى الاستراتيجية الأمنية الاستباقية التي اعتمدت على مضاعفة العمليات الميدانية وتشديد المراقبة عبر الحدود، مما ساهم بشكل مباشر في تجفيف منابع هذا السم التركيبي وشل حركة مروجيه.
كما كشفت الحصيلة السنوية عن مجهودات كبيرة في محاربة مختلف أنواع المخدرات، حيث تمكنت المصالح الأمنية من معالجة أزيد من 106 ألف قضية، أدت إلى توقيف ما يناهز 134 ألف شخص، من بينهم مئات الأجانب.
وقد توجت هذه العمليات بحجز شحنات ضخمة تجاوزت 170 طناً من مخدر الحشيش، وأكثر من طن و700 كيلوغرام من الكوكايين، بالإضافة إلى كميات من الهيروين.
كما واصلت المصالح الأمنية حربها على المؤثرات العقلية بحجز أكثر من مليون ونصف المليون قرص مهلوس، شملت كميات هامة من مخدر "الإكستازي"، مما يعكس اليقظة المستمرة تجاه محاولات إغراق السوق بالأقراص الطبية المخدرة.
وعلى مستوى التعاون الدولي، برزت سنة 2025 كمحطة فارقة في التنسيق الأمني العابر للحدود، لاسيما مع الجانب الإسباني من خلال تفعيل آلية "التسليم المراقب".
وقد أسفرت هذه العمليات المشتركة، التي بلغ عددها ست عمليات كبرى، عن توجيه ضربات موجعة لشبكات الاتجار الدولي بالبشر والمخدرات، حيث تم ضبط ما يزيد عن 55 طناً من مخدر الشيرا وتوقيف 38 مهرباً دولياً.
وتؤكد هذه النتائج متانة الشراكات الأمنية الدولية وقدرتها على محاصرة الجريمة المنظمة في منبعها، وضمان حماية أمنية مشددة للمنافذ الحدودية.
هذا المحتوى مقدم من جريدة كفى
