ملخص يتربع على عرش هذه السلالات الحصان البربري، الذي يعد الأب المؤسس لخيول شمال أفريقيا ويشتهر بصلابته وقدرته الفائقة على التحمل في الظروف القاسية، وهي صفات جعلته رفيقاً مثالياً للفرسان داخل الصحراء والمناطق الوعرة، ومحوراً في بطولات المقاومة.
منذ قرون ظلت الخيل في الجزائر أكثر من مجرد حيوان نبيل، فهي مكون جوهري من الهوية الوطنية ورمز حضاري وثقافي ارتبط بتاريخ البلاد وموروثها الاجتماعي، وبرز حضوره في الفروسية التقليدية والمهرجانات الشعبية والرياضات الحديثة. غير أن هذا الإرث العريق يعيش اليوم على وقع تحديات متزايدة، فالتراجع الملحوظ في أعداد الخيل وانكماش عدد المربين أديا إلى إضعاف الفعل الميداني، وتقليص دور هذا الموروث في الحياة الثقافية والاقتصادية.
LIVE An error occurred. Please try again later
Tap to unmute Learn more وتزداد الإشكالية تعقيداً مع استمرار المهرجانات والفعاليات المعنية بالفروسية بجهود تطوعية فحسب، في غياب دعم مؤسساتي كافٍ، مما يطرح أسئلة ملحة حول إمكانات الحفاظ على سلالات الخيول العديدة وسبل إنعاش دورها الاجتماعي والاقتصادي خلال المرحلة المقبلة.
موروث اجتماعي وتعد الخيل في الجزائر أكثر من مجرد ثروة حيوانية، إنها رمز حي للأصالة، وعبر التاريخ الطويل للبلاد ارتبطت السلالات الخيلية ارتباطاً وثيقاً بالموروث الاجتماعي والثقافي، لتصبح جزءاً لا يتجزأ من السردية التاريخية في البلاد.
ويتربع على عرش هذه السلالات الحصان البربري الذي يعد الأب المؤسس لخيول شمال أفريقيا، ويشتهر بصلابته وقدرته الفائقة على التحمل في الظروف القاسية، وهي صفات جعلته رفيقاً مثالياً للفرسان داخل الصحراء والمناطق الوعرة، ومحوراً في بطولات المقاومة.
ولم يقتصر التراث الجزائري على السلالة البربرية فحسب، بل شهدت مناطق التربية عمليات تلاقح وتهجين طبيعي ومقصود مع الحصان العربي الأصيل القادم من الشرق. هذا التزاوج أثمر سلالة فريدة هي الحصان العربي البربري، وهي سلالة مهجنة نجحت في الجمع بين القوة والقدرة على التحمل وهي الموروثة من البربري، وبين الجمال والنبل والرشاقة المكتسبة من الحصان العربي. ويشكل العربي البربري النواة الرئيسة لمعظم الخيول المستخدمة في الاستعراضات والمهرجانات التقليدية، مما يجعله التجسيد المثالي للتوازن بين الأداء القوي والمظهر الجذاب.
سلالات وأصناف وتوجد في الجزائر مراكز حكومية لتربية الخيول وترويضها وتدريب الفرسان، أشهرها "حظيرة شاوشاوة" داخل محافظة تيارت (غرب الجزائر) أكبر مركز لتربية الخيول في أفريقيا، وأول مخبر علمي عربي يزاوج بين تربية الخيول العربية الأصيلة والبربرية الأصيلة.
وامتازت منطقة تيارت تحديداً بكونها "مهد الفروسية" بفضل خصوبة أراضيها، مما جعلها موقعاً ممتازاً لتربية الخيول العربية الأصيلة والبربرية أيضاً، مما دفع بأوائل المحتلين الفرنسيين لتأسيس "حظيرة شاوشاوة" عام 1877، ومنذ نشأتها قبل 132 عاماً تعمل طواقمها لتطوير سائر سلالات الخيول وحفظها من الانقراض.
وتملك "حظيرة شاوشاوة" قيمة تاريخية كبيرة مما جعل السلطات الجزائرية تصنفها ضمن المواقع الأثرية الجزائرية عام 1995، حينما قضى مرسوم تنفيذي لوزارة الحرب الفرنسية بإنشاء مركز لتربية الجياد أيام الاحتلال الفرنسي للجزائر (1830 1962)، ولعبت تلك الحظيرة بحسب الرواة والباحثين دوراً مفصلياً في الاعتناء بالجياد العربية الأصيلة وكذا البربرية، وشهد القرن ونيف القرن من وجود الحظيرة إحرازات وتجليات بالجملة.
وتشتهر مدينة تيارت باحتضانها عدداً من التظاهرات الدورية، آخرها ذاك الاستعراض الضخم الذي اشترك فيه 700 فارس من الفرق المعروفة على المستوى المحلي كـ"فرقة الفانتازيا"، وتحوي "حظيرة شاوشاوة" على نحو 288 حصاناً بينها 174 من الأحصنة العربية الأصيلة و68 من الجياد البربرية، وتشهد الحظيرة معدل ولادة كل عام في حدود 55 حصاناً غالبيتها عربية أصيلة.
وتؤكد وثائق تاريخية حدوث مزاوجة بين أحصنة عدة من مناطق متفرقة في الداخل والخارج، على غرار أصناف محلية كـ"الغازي" و"سيدي جابر" و"سفلة"، وأخرى استقدمت من البلاد العربية وثالثة غربية كبولونيا وروسيا وفرنسا، مما أسهم في توليد خيول جديدة، إذ تملك "حظيرة شاوشاوة" مركزاً خاصاً بالتلقيح الجيني للخيول البربرية.
مشكلات وتحديات غير أن الرصيد العريق لتربية الخيل في الجزائر يشهد خلال الأعوام الأخيرة تناقص أعداد الخيل وتراجع عدد المربين، مما أضعف الفعل الميداني وحد من دوره الثقافي والاقتصادي. ولا تزال المهرجانات والفعاليات المرتبطة بالفروسية تقام.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

