قررت شركة بلو آول كابيتال، أكبر شريك لأوراكل في مجال مراكز البيانات، عدم دعم صفقة بقيمة 10 مليارات دولار لإنشاء مركز البيانات، نظراً لتزايد مخاوف بشأن ارتفاع ديونها وإنفاقها على الذكاء الاصطناعي. كانت بلو آول قد أجرت محادثات مع جهات إقراض وشركة أوراكل بشأن الاستثمار في مركز البيانات المزمع إنشاؤه بقدرة 1 غيغاوات لخدمة شركة أوبن إيه آي في بلدة سالين بولاية ميشيغان، ولكن الاتفاقية لن تُنفذ بعد تعثر المفاوضات، بحسب فاينانشال تايمز. كانت «بلو آول» الداعم الرئيسي لأكبر مشاريع مراكز بيانات أوراكل في الولايات المتحدة، حيث استثمرت أموالها الخاصة وجمعت مليارات أخرى من الديون لبناء هذه المرافق.
وعادةً ما تُنشئ «بلو آول» شركة ذات غرض خاص، تمتلك مركز البيانات وتؤجره لأوراكل.
لدى عملاق الحوسبة، لاري إليسون، اتفاقيات لتزويد مجموعات الذكاء الاصطناعي، مثل «أوبن إيه آي»، بقوة الحوسبة من مراكز البيانات هذه، ويُلقي انهيار مفاوضات التمويل مع «بلو آول» بظلال من الشك على تمويل منشأة ميشيغان، إذ لم تُوقع أوراكل بعدُ اتفاقية مع داعم جديد. وكان من المرجح أن يشمل دور «بلو آول» ترتيب تمويل يصل إلى 10 مليارات دولار، بالإضافة إلى استثمار كبير في رأس المال. ضغوط على استراتيجية أوراكل للذكاء الاصطناعي أجرت «بلاكستون» محادثات للدخول كشريك مالي، لكنها لم تُوقع بعدُ اتفاقية للاستثمار في مركز بيانات أوراكل، وتشير اضطرابات التمويل إلى تزايد الضغوط على استراتيجية أوراكل للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي. انطلقت المجموعة، التي أسسها إليسون، في موجة إنفاق مكثفة على مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي خلال الأشهر الأخيرة، ولجأت بقوة إلى أسواق الدين لتعزيز قدراتها، ما أثار قلق المستثمرين ووكالات التصنيف الائتماني والمحللين. وانخفضت أسهمها بأكثر من 40% عن ذروتها في سبتمبر أيلول، كما شهدت سنداتها انخفاضاً ملحوظاً. ضغط المقرضون على صفقة ميشيغان من أجل شروط تأجير وديون أكثر صرامة، وسط تغيرات في توجهات السوق تجاه الإنفاق الهائل على الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك التزامات أوراكل نفسها وارتفاع مستويات ديونها، ونتيجة لذلك، أصبحت الصفقة أقل جاذبية من الناحية المالية لشركة بلو آول مقارنةً بمشاريعها السابقة. كما أعربت بلو آول عن قلقها من احتمال تأخر موقع سالين تاونشيب، الذي تقوم بتطويره شركة ريلتيد ديجيتال. وقالت أوراكل: «اختار شريكنا في التطوير، ريلتيد ديجيتال، أفضل شريك استثماري من بين مجموعة من الخيارات التنافسية، والذي لم يكن بلو آول في هذه الحالة... وتجري المفاوضات النهائية بشأن صفقة الاستثمار الخاصة بهم وفقًا للجدول الزمني والخطة الموضوعة». وقالت ريلتيد ديجيتال: «هذا مشروع استثنائي حظي باهتمام كبير من شركاء الاستثمار، لقد قيّمنا جميع خياراتنا واخترنا شريكنا الاستثماري المفضل لما يتمتع به من خبرة لا مثيل لها في هذا المجال». وامتنعت ريلتيد ديجيتال عن الكشف عن اسم شريك الاستثمار في المشروع، وأفاد مصدر مُقرّب من الشركة بأنها في «المراحل النهائية من التدقيق» مع المُستثمر. وتقوم أوراكل ببناء الموقع على أرض زراعية في بلدة سالين، بالقرب من مدينة آن أربور، وذلك في إطار اتفاقية بقيمة 300 مليار دولار مع شركة أوبن إيه آي لتزويدها بقدرة حاسوبية تبلغ 4.5 غيغاواط على مدى السنوات الخمس القادمة. وقد واجه المشروع بعض المشكلات منذ إطلاقه في أغسطس آب، بما في ذلك رفض السلطات المحلية في البداية طلب إعادة تقسيم المنطقة للسماح بإنشاء مركز بيانات في الموقع، ما أدى إلى رفع دعوى قضائية، وقد تمّت تسوية القضية لاحقًا، ما سمح ببدء أعمال البناء في الربع الأول من العام المقبل. وقال مصدر مُطّلع على هيكل صفقات أوراكل مع المُقرضين ومُشغّلي مراكز البيانات إن الشركة تواجه شروطًا أكثر صرامة في عقود الإيجار مقارنةً بمنافسيها مثل أمازون ومايكروسوفت. وأضاف المصدر: «إنهم يُفضّلون العمل مع مُزوّد خدمات سحابية عملاق يتمتع بخبرة أكبر ومشاريع أقل عرضة للمضاربة».
بلغ صافي ديون شركة أوراكل، بما في ذلك التزامات الإيجار، نحو 105 مليارات دولار في نهاية نوفمبر تشرين الثاني، بزيادة على نحو 78 مليار دولار قبل عام، وفقًا لأحدث تقارير أرباحها. وتتوقع مورغان ستانلي أن يرتفع هذا الرقم إلى نحو 290 مليار دولار بحلول عام 2028. باعت أوراكل سندات بقيمة 18 مليار دولار في سبتمبر أيلول، وتجري محادثات لجمع 38 مليار دولار كتمويل ديون من خلال عدد من البنوك الأميركية.
كشفت الشركة الأسبوع الماضي، في ملفات تنظيمية، عن ارتفاع إجمالي التزاماتها التأجيرية من 100 مليار دولار إلى 248 مليار دولار خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في نوفمبر. لماذا وجود بلو آول مهم؟ لعبت شركة بلو آول دورًا محوريا في مشاريع مراكز البيانات الضخمة لشركة أوراكل، بما في ذلك موقع بقيمة 15 مليار دولار في أبيلين، تكساس، ومجمع بقيمة 18 مليار دولار في نيو مكسيكو. تُصمَّم هذه الصفقات بحيث تُنشئ بلو آول عادةً شركة ذات غرض خاص (SPV) تمتلك مراكز البيانات وتؤمِّن التمويل عبر جهات خارجية، بينما توافق أوراكل مُسبقًا على عقد إيجار طويل الأجل. يُذكر أن موقع أبيلين، الذي سيكون أول مركز بيانات ضخم لشركة أوبن إيه آي في الولايات المتحدة عند اكتماله في منتصف عام 2027، مملوكٌ بأغلبية أسهمه لشركة بلو آول. وقد استثمرت الشركة نحو 3 مليارات دولار من رأس المال، واقترضت ما يقارب 10 مليارات دولار من بنك جيه بي مورغان لتمويل عملية الإنشاء.
وسيتم سداد الدين من خلال عقد إيجار أوراكل للموقع لمدة 15 عامًا، وتصل العوائد المُستهدفة لشركة بلو آول من هذا المشروع إلى 25%. وقد كانت بلو آول رائدةً في هذا النوع من الاتفاقيات مع شركات التكنولوجيا الكبرى التي ترغب في تغطية التكاليف الأولية لمشاريع بناء مراكز البيانات الضخمة. وقد أبرمت صفقة مماثلة مع شركة ميتا في أكتوبر تشرين الأول، حيث جمعت 30 مليار دولار، منها 27.5 مليار دولار كقروض، لبناء مركز بيانات هايبريون التابع لشركة فيسبوك الأم في لويزيانا.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية
