* كيف تقيّمون مستوى العلاقات السياسية والدبلوماسية بين أوكرانيا والكويت؟
- أودّ في البداية أن أعرب لدولة الكويت وقيادتها السياسية عن خالص الشكر والتقدير على جهودها الحثيثة الرامية الى دعم الحوار الثنائي بين بلدينا الصديقين.
لقد تشرّفت قبل يومين بتقديم أوراق اعتمادي إلى سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وخلال مراسم التقديم حظيت بشرف إجراء حديث ودّي ومثمر مع سموه، الذي قال لي: «يمكنك أن تعتبر الكويت بلدك الثاني». وذكر سموه أنه لم يسمع يوما عن أي حادثة حصلت مع أحد من الجالية الأوكرانية في الكويت.
ونقلت خلال تقديم أوراق اعتمادي تحيات رئيس أوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي، وأسعدني سماع حرص سمو الأمير على تعزيز التعاون بين الكويت وأوكرانيا.
كما أتقدم بخالص الشكر لسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، ووزير الخارجية عبدالله اليحيا، على دعمهما وتعاونهما من أجل تطوير العلاقات الأوكرانية -الكويتية في مختلف المجالات.
وفي العام المقبل، ستحتفل أوكرانيا والكويت بالذكرى الـ 33 لإقامة العلاقات الدبلوماسية التي انطلقت في 18 أبريل 1993، وكانت سفارة الكويت في كييف، التي افتتحت خلال أكتوبر 1995، أول بعثة دبلوماسية خليجية في أوكرانيا.
أما سفارة أوكرانيا بالكويت فقد بدأت عملها رسميا في فبراير 2003. وبعد شهر واحد، أرسلت أوكرانيا الى الكويت كتيبة للحماية من الإشعاع والأسلحة الكيماوية والبيولوجية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية (532 جنديًا و150 قطعة من المعدات)، بهدف حماية المدنيين الكويتيين من التبعات المحتملة لاستخدام أسلحة الدمار الشامل، وقد تم اتخاذ ذلك القرار، آنذاك، استجابةً لطلب حكومة الكويت بتاريخ 7 مارس 2003.
ونحن في أوكرانيا نفتخر بأننا استطعنا أن نسهم في حماية الشعب الكويتي من التطورات الخطيرة التي كان من المحتمل أن يشهدها الشرق الأوسط والخليج على خلفية التوترات والأزمات التي عصفت بالمنطقة في ذلك الوقت.
فالكويت، التي ذاقت مرارة العدوان الغاشم عليها، تقّدر أكثر من غيرها آلام وتجارب الشعب الأوكراني الذي يناضل اليوم من أجل حقّه في الحرية والاستقلال والسيادة.
* ما أولوياتكم الرئيسية كسفير جديد لتعزيز هذه العلاقات؟
- أولوياتي الأساسية تتمثل في تنشيط الحوار السياسي، وتنويع التعاون الاقتصادي والاستثماري، وتعزيز التنسيق والعمل المشترك في إطار المنظمات الدولية، ودعوة الكويت إلى المشاركة في جهود إعادة إعمار أوكرانيا.
ومن مهامي الرئيسة كذلك تشجيع الاستثمارات الكويتية للمساهمة في ترميم البنية التحتية الأوكرانية المتضررة. ولهذا أرى أن من المهم استئناف اجتماعات اللجنة الحكومية الأوكرانية - الكويتية المعنية بالتعاون الاقتصادي والتجاري والتقني بصفة منتظمة؛ علما بأن آخر اجتماع عقد بالكويت عام 2018.
ونحن نُقدّر عالياً الموقف المبدئي لدولة الكويت بشأن احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها ضمن حدودها المعترف بها دولياً، بما في ذلك مياهها الإقليمية، فضلاً عن تقديرنا العظيم للمساعدات الإنسانية التي قدّمتها الكويت للأوكرانيين منذ بداية العدوان الروسي علينا.
كما أننا نُعرب عن خالص امتناننا للكويت على دعمها لنا في إطار الأمم المتحدة، فقد كانت الكويت من أوائل الدول العربية التي دعت بقوة إلى ضرورة احترام استقلال أوكرانيا وسيادتها، وأكدت رفضها التام لاستخدام القوة أو التهديد بها في العلاقات بين الدول، ونأمل في استمرار هذا النهج البنّاء في إطار المنظمات الدولية.
في المقابل، أوكرانيا على استعداد دائم للنظر بإيجابية في دعم طلبات الكويت للترشح للعضوية في مختلف الهيئات والمنظمات والمؤسسات والوكالات الدولية.
* ما مدى أهمية سياسة الكويت المتوازنة بالنسبة لكم، خاصة في القضايا الإنسانية والسياسية؟
- تشتهر الكويت بدورها الريادي في ترسيخ قيم السلام والتشجيع على الحوار، وتقديم المساعدات الإنسانية للشعوب المنكوبة والمستضعفة. وأنا على ثقة بأن الكويت قادرة على الاضطلاع بدور مهم في دعم أوكرانيا إنسانياً، بدءاً من المشاركة في مشاريع إزالة الألغام من الحقول والأراضي الزراعية الأوكرانية، وصولاً إلى إعادة إعمار المنشآت الحيوية، بما فيها مرافق الطاقة.
ونأمل أن تتمكن الكويت، بما تمتلكه من إمكانات وقدرات واسعة، أن تصبح أحد أهم شركائنا الدوليين في إعادة إعمار البنية التحتية المتضررة في بلادي.
وعلى الصعيد السياسي،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الجريدة
