لفترة من الزمن العام الماضي، قدّم العلماء بصيص أمل في أن يسهم الذكاء الاصطناعي إيجابياً في دعم الديمقراطية. فقد أظهروا أن روبوتات الدردشة قادرة على التصدي لنظريات المؤامرة التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال تحدي المعلومات المضللة حول قناعات مثل «الخطوط الكيميائية» أو نظرية الأرض المسطحة، عبر محادثات مليئة بالحقائق المنطقية. (الخطوط الكيميائية: مصطلح واسع يشير إلى عدة مفاهيم، منها خطوط إنتاج وتعبئة المواد الكيميائية) لكن دراستين جديدتين تكشفان جانباً مقلقاً: إذ تصبح أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي أكثر قدرة على إقناع الناس، ولو كان ذلك على حساب الحقيقة.
يكمن السر في استخدام أسلوب جدلي يُعرف باسم «الهجوم السريع» (Gish galloping)، (أسلوبٌ في المناظرة يُغرق فيه أحدُ الأشخاص خصمه بوابلٍ سريعٍ من الحجج الكثيرة، والتي غالباً ما تكون مُضلِّلة أو غير دقيقة، ما يجعل من المستحيل على الخصم الردّ على كل نقطة بفعالية ضمن الوقت المُحدَّد.) نسبة إلى أحد أنصار نظرية الخلق، الأميركي «دواين جيش». ويشير هذا الأسلوب إلى خطاب سريع الإيقاع يُغرق فيه أحد المتحاورين الآخر بسيل متتابع من الحقائق والإحصاءات التي تصبح على نحو متزايد صعبة التحليل أو الرد عليها.
عندما طُلب من نماذج لغوية مثل GPT-4o محاولة إقناع شخص ما بشأن تمويل الرعاية الصحية أو سياسة الهجرة من خلال التركيز «على الحقائق والمعلومات»، كانت تُنتج نحو 25 ادعاءً، خلال تفاعل مدته 10 دقائق. وذلك وفقاً لباحثين من جامعتي أكسفورد وكلية لندن للاقتصاد، الذين اختبروا 19 نموذجاً لغوياً على ما يقرب من 80 ألف مشارك، فيما يعد على الأرجح أضخم وأكثر التحقيقات منهجية حتى الآن حول الإقناع بواسطة الذكاء الاصطناعي.
ووفقاً للنتائج التي نُشرت في مجلة «ساينس»، أصبحت الروبوتات أكثر إقناعاً بكثير. كما وجدت ورقة بحثية مماثلة في مجلة «نيتشر» أن روبوتات الدردشة كانت عموماً أكثر فاعلية بعشر مرات من الإعلانات التلفزيونية ووسائل الإعلام التقليدية الأخرى في تغيير رأي شخص ما بشأن مرشح سياسي، لكن دراسة مجلة «ساينس» كشفت عن مقايضة مقلقة: فعندما جرى تحفيز روبوتات الدردشة على إغراق المستخدمين بالمعلومات، تراجعت دقتها الواقعية، لتصل إلى 62% بدلاً من 78% في حالة GPT-4.
أصبحت المناظرات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية
