«بين جدران المتحف الكبير» .. «تأثيرها» مشروعات نسائية تكسر دوائر العنف وتفتح مسارات آمنة للتمكين الاقتصادي

أقيم أمس بالمتحف المصري الكبير حفل ختام برنامج «تأثيرها»، الذي تنظمه شركة جيميناي أفريقيا بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، بمشاركة عدد من السيدات صاحبات المبادرات والمشروعات المجتمعية، إلى جانب قيادات البرنامج وشركاء النجاح، في أجواء احتفالية تعكس حجم الجهد المبذول وقيمة الحلم الذي تحول إلى واقع.

وعلى هامش الاحتفالية، أجرت «بوابة دار الهلال» لقاءات مع المشاركات والمنظمات كشفت خلالها عن ملامح مشروعات تستهدف التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة، ومواجهة العنف بأشكاله المختلفة، سواء في الواقع أو الفضاء الرقمي.

الأمان الرقمي

وأكدت أماني أسامة، مؤسسة مشروع «ضغطة آمنة»، أن المشروع يهدف إلى تزويد السيدات والفتيات بالوعي والأدوات اللازمة التي تساعدهن على الحفاظ على أمانهن على الإنترنت، والتعامل بشكل صحيح وواعٍ مع التهديدات الرقمية مثل الاختراق أو الابتزاز الإلكتروني، موضحة أن أكثر من 83 في المئة من المتعرضين للابتزاز الإلكتروني في مصر من السيدات، مع وجود نقص واضح في وعي الفتيات بالمصادر الآمنة التي يمكن اللجوء إليها حال التعرض للخطر.

وأوضحت أماني أسامة أن فكرة إطلاق «ضغطة آمنة» جاءت استجابة مباشرة لهذه الفجوة، حيث يركز المشروع على التوعية الرقمية بمخاطر الإنترنت، من خلال تدريبات عملية، والعمل على إطلاق دليل تدريبي جرى الانتهاء من إعداد مسودته الأولى، إلى جانب تقديم محتوى توعوي عبر قناة على موقع يوتيوب موجه لمختلف الفئات العمرية، مؤكدة أن المشروع يسهم في تقليل معدلات الابتزاز الإلكتروني وبناء وعي طويل المدى لدى السيدات والفتيات، وإكسابهن مهارات تعزز ثقتهن في التعامل مع الإنترنت داخل بيئات العمل والتعليم.

وأضافت أن مشاركتها في برنامج «تأثيرها» جاءت بعد تعرفها عليه عبر موقع فيسبوك وتقدمها للالتحاق به، لافتة إلى أنها تعمل في هذا المجال منذ ثلاث سنوات، وهو ما ساعدها على تطوير المشروع والوصول به إلى شريحة أوسع من الفتيات.

العمل الآمن عبر الإنترنت

ومن جانبها، قالت شيماء البوتلي، مؤسسة مشروع «إرادة»، إن المشروع يستهدف التمكين الاقتصادي والاجتماعي للسيدات من خلال العمل الحر عبر الإنترنت ولكن بطريقة آمنة، مشيرة إلى أن فكرة المشروع انطلقت من ملاحظة توجه عدد كبير من السيدات إلى العمل الإلكتروني هربًا من أشكال العنف في بيئات العمل التقليدية، مع اعتقاد خاطئ بأن العمل عبر الإنترنت يخلو من المخاطر.

وأوضحت شيماء البوتلي أن الواقع أثبت تعرض السيدات لأشكال متعددة من العنف أثناء العمل الرقمي أيضًا، وهو ما دفع إلى إطلاق المشروع لمساعدتهن على العمل عبر الإنترنت بوعي وأمان، من خلال تقديم تدريبات عملية في المهارات الرقمية والعمل الحر، والتوعية بالمنصات الآمنة، إلى جانب متابعة مستمرة بعد انتهاء التدريب حتى تحقيق أول عائد مادي، مؤكدة أن الأثر الاجتماعي للمشروع يفوق الأثر المادي بكثير.

وأشارت إلى أن الفئات المستهدفة تشمل السيدات المعيلات والفتيات الباحثات عن فرص عمل في الفئة العمرية من 20 إلى 50 عامًا، لافتة إلى تنفيذ حملات توعوية مؤخرًا بأهمية العمل الحر عبر الإنترنت، مع إعداد قائمة بالمستفيدات خلال المرحلة المقبلة، كما كشفت عن توقيع بروتوكول تعاون مع جمعية نسائية بمحافظة المنيا لتوفير قاعات تدريبية، والتشبيك مع شركة متخصصة في مجال الإعلام لتوفير مدربين متخصصين ومتابعة السيدات بعد انتهاء التدريب.

وعن تجربتها مع برنامج «تأثيرها»، أوضحت شيماء البوتلي أن شركة جيميناي نفذت جولات بعدد من المحافظات لاكتشاف أفكار السيدات، مؤكدة أن الدعم الذي تلقته أسهم في تحويل الفكرة من حلم إلى مشروع واقعي، من خلال رحلة تدريبية شاملة تضمنت دعمًا فنيًا مكثفًا في إعداد دراسات الجدوى ونماذج العمل والعروض التقديمية، معربة عن فخرها بالمشاركة في الحفل الختامي، ومؤكدة أن لحظة وصول المشروع لهذه المرحلة كانت فارقة في حياتها.

مشروعات ريفية مستدامة

وفي السياق نفسه، قالت رشا عبد الله محمد، مؤسسة مبادرة «عطاء» لدعم التمكين الاقتصادي للمرأة، إن المبادرة تقوم على إنشاء مناحل لتربية النحل داخل قرية الجبلاء بمحافظة المنيا، بهدف دعم 30 سيدة معيلة من المطلقات والأرامل وذوي الهمم ممن لا يمتلكن مصدر دخل ثابت، موضحة أن المبادرة تستهدف إنشاء منحل داخل 30 منزلًا بعد تدريب السيدات على تربية النحل واستخراج منتجات العسل وتجهيز المشروع بالكامل لهن.

وأضافت أن الهيكل الإداري للمبادرة سيتولى مسؤولية التسويق وإدارة المبيعات دون تحميل السيدات أي أعباء، بما يضمن لهن دخلًا شهريًا ثابتًا، مؤكدة أن من أهم أهداف المبادرة توفير بيئة عمل آمنة للمرأة وحمايتها من أشكال العنف المختلفة المرتبطة ببيئات العمل غير الآمنة أو التنقل.

وأشارت إلى أن المبادرة انطلقت منذ شهرين، وتم خلالها التنسيق مع جهات وجمعيات خيرية داخل القرية لتحديد المستحقات، وإنشاء منصة إلكترونية خاصة بالمبادرة، إلى جانب التعاون مع متخصصين من الطب البيطري وكلية الزراعة وخبراء في إنشاء المناحل لتدريب السيدات على التربية السليمة للنحل والوقاية من اللدغات واستخراج العسل بطريقة صحية، مؤكدة أن العسل المنتج طبيعي 100 في المئة دون أي إضافات صناعية.

وعن مشاركتها في برنامج «تأثيرها»، أوضحت رشا عبد الله أنها تعرفت على البرنامج عبر فيسبوك، وتم اختيارها للتدريب بمحافظة قنا، ثم تأهلت للمراحل المتقدمة، معبرة عن فخرها بالمشاركة في الحفل الختامي بالمتحف المصري الكبير، مؤكدة أن المكان منحها دفعة قوية لتحويل المبادرة إلى مشروع مستدام على أرض الواقع.

برنامج لدعم الناجيات من العنف

ومن جهتها، قالت ماري أديب، المدير الفني بشركة جيميناي أفريقيا والمسؤولة عن تصميم البرامج، إن برنامج «شي إمباكت تأثيرها» يستهدف دعم السيدات اللاتي تعرضن للعنف القائم على النوع الاجتماعي، أو يمتلكن مشروعات تخدم هذه الفئة، موضحة أن الهدف الأساسي هو تمكين السيدات من خلال الاستدامة المالية، إلى جانب الدعم النفسي والتوعوي.

وأكدت أن اختيار المشاركات تم وفق معايير دقيقة لضمان قدرتهن على دعم سيدات أخريات داخل مجتمعاتهن المحلية، مع التركيز على محافظات القاهرة والإسكندرية والفيوم وقنا، مشيرة إلى حرص البرنامج على أن تكون المبادرات محلية وغير مركزية، لضمان وصول الدعم إلى السيدات الأكثر احتياجًا، خاصة في محافظات الصعيد، مع التركيز على استدامة المشروعات وعدم اقتصارها على عرض أفكار مؤقتة.

من الدعم النفسي إلى الاستقلال الاقتصادي

وفي السياق ذاته، قال الدكتور عدلي توما، العضو المنتدب لشركة جيميناي أفريقيا، إن برنامج «تأثيرها» كان تحديًا حقيقيًا للعادات والتقاليد والوقت، حيث جرى العمل على 96 سيدة من سبع محافظات تعرضن لأشكال مختلفة من العنف، مؤكدًا أن التعامل معهن كضحايا فقط لا يحقق التمكين الحقيقي، وأن الهدف كان توفير مصدر دخل، وتدريب على ريادة الأعمال، ودعم نفسي واقتصادي يعزز الاستقلال والثقة بالنفس.

وأضاف أن البرنامج أسهم خلال ستة أشهر في تخريج 15 شركة صغيرة نمت بالفعل، مع التركيز على الأفكار المجتمعية المرتبطة بالبيئة المحلية وأهداف التنمية المستدامة، لافتًا إلى وجود خطط مستقبلية لتوسيع نطاق البرنامج ليشمل عددًا أكبر من المحافظات، إلى جانب إنتاج أفلام قصيرة توثق قصص النجاح.

التمويل بوابة الاستدامة

ومن جانبه، قال عمرو أبو العزم، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «إرادة فاينانس»، إن الشركة متخصصة في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر عبر آليات تكنولوجية، موضحًا أن التعاون مع جيميناي يهدف إلى الابتكار والتأثير العام وتوفير فرص عمل ودخل للسيدات، من خلال آليات تمويلية وتعليمية تساعدهن على طرح مشروعاتهن للمؤسسات التمويلية.

وأكد أبو العزم أن غالبية مشروعات مصر تنتمي لقطاعي المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأن نسبة كبيرة من السيدات يعتمدن على هذه المشروعات كمصدر رئيسي لدخل الأسرة، معربًا عن فخره بإقامة الفعالية داخل المتحف المصري الكبير، لما يحمله من رمزية وطنية تعكس تقدير المجتمع لدور المرأة ومشاركتها في الاقتصاد والتنمية.

ختام برنامج تاثيرها

وشهد المتحف المصري الكبير احتفالية ختام برنامج «تأثيرها»، الذي تنظمه شركة جيميناي أفريقيا بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، في إطار دعم وتمكين السيدات والفتيات وتعزيز دورهن المجتمعي.

ضلع مؤنث سالم

وتضمنت الفعاليات عروضًا فنية مسرحية وغنائية لفرق من مصر والسودان، من بينها العرض الفني «ضلع مؤنث سالم»، إلى جانب عرض فيلم تسجيلي استعرض أهداف البرنامج ومحاوره، والدعم المقدم للمشاركات لتحويل أفكارهن إلى مشروعات واقعية ذات تأثير إيجابي.

برنامج «تأثيرها»

ويُعد برنامج «تأثيرها» مبادرة تستهدف دعم السيدات والفتيات من خلال التدريب العملي على الريادة والقيادة، وتقديم الإرشاد والدعم الفني والنفسي، إلى جانب ورش توعوية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما يسهم في بناء قدراتهن وتعزيز ثقتهن بأنفسهن وتمكينهن اقتصاديًا. ويختتم البرنامج فعالياته اليوم بمشاركة عدد من السيدات في عرض مشروعاتهن ومنتجاتهن، في تجربة تعكس مخرجات البرنامج وتأثيره على المشاركات.


هذا المحتوى مقدم من بوابة دار الهلال

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بوابة دار الهلال

منذ 3 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
منذ 3 ساعات
مصراوي منذ 9 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ ساعتين
مصراوي منذ 6 ساعات
صحيفة الوطن المصرية منذ 11 ساعة
صحيفة المصري اليوم منذ 20 ساعة
صحيفة المصري اليوم منذ 23 ساعة
مصراوي منذ 5 ساعات
مصراوي منذ 15 ساعة