دبلوماسية الحقائب.. حكومات تفتح أبواب واشنطن بصفقات ومعادن

فايننشال تايمز إن السياسة الخارجية الأميركية في الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب تشهد تحولا جذريا لا يقتصر على تغيير الأولويات، بل يمتد إلى طريقة صنع القرار نفسها، حيث باتت الدبلوماسية تدار عبر قنوات خلفية وشخصيات مقربة من الرئيس، على حساب المؤسسات الرسمية التي حكمت السياسة الأميركية لعقود.

يرسم التقرير صورة مختلفة لواشنطن، تتحكم فيها العلاقات الشخصية والصفقات المباشرة، وتختفي فيها الحدود التقليدية بين السياسة والاعمال.

من دبلوماسية الدولة الى دبلوماسية الأشخاص

بحسب التقرير، تراجعت أدوار وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي إلى مستويات غير مسبوقة، مع تقليص الموارد وتهميش كبار الدبلوماسيين والموظفين المهنيين.

في المقابل، صعد نفوذ مجموعة صغيرة من المقربين من ترامب، من رجال أعمال وأصدقاء قدامى وأفراد من العائلة، يتولون ملفات حساسة تمتد من الشرق الأوسط إلى أوروبا وروسيا وآسيا.

لا يحمل بعض هؤلاء مناصب رسمية، لكنهم يمتلكون ما هو أهم في هذا السياق، وهو القدرة على الوصول المباشر إلى الرئيس والتحدث باسمه.

نقلت الصحيفة عن مسؤولين سابقين وصفهم لهذا التحول بأنه انتقال من نظام مؤسسي قائم على التسلسل والخبرة، إلى نظام شخصي تحكمه الثقة والولاء.

السياسة الخارجية بمنطق السوق

تشير فايننشال تايمز إلى أن هذا التحول انعكس مباشرة على سلوك الحكومات الأجنبية، التي باتت ترى أن مفتاح التأثير في واشنطن لم يعد البيانات المشتركة ولا القمم الدبلوماسية، بل ما يمكن تقديمه من صفقات واستثمارات ومعادن استراتيجية.

تصل وفود أجنبية إلى مكاتب عدد محدود من المبعوثين وهي محملة بعروض تتعلق بالليثيوم والنحاس والعناصر النادرة والطاقة والبنى التحتية.

قال دبلوماسيون تحدثوا للصحيفة إن كل لقاء بات يبدأ بسؤال غير معلن عمليا وهو "ماذا ستستفيد الولايات المتحدة؟". جعل هذا النهج السياسة الخارجية أقرب إلى عملية تفاوض تجاري مستمر، حيث كل شيء مشروط ولا شيء يمنح كجزء من تحالف أو التزام طويل المدى.

عالم يعيد ضبط بوصلته مع واشنطن

يلفت التقرير إلى أن دولا عدة وجدت نفسها مضطرة لإعادة صياغة أسلوب تعاملها مع الإدارة الأميركية.

بعض الدول، تأقلمت بسرعة مع هذا الواقع بسبب خبرتها في العمل عبر علاقات شخصية قوية، بينما واجهت دول أوروبية صعوبة أكبر نتيجة اعتمادها التقليدي على القنوات المؤسسية.

في هذا السياق، لم يعد النفوذ يقاس بالموقع الرسمي أو التحالف التاريخي، بل بمدى القرب من الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس.

وتوضح فايننشال تايمز إلى أن هذا النموذج الجديد لا يغير فقط شكل الدبلوماسية الأميركية، بل يعيد تعريف قواعد اللعبة الدولية، حيث بات الوصول إلى البيت الابيض يمر عبر أشخاص لا عبر مؤسسات، وعبر صفقات لا عبر مبادئ معلنة.


هذا المحتوى مقدم من Blinx - بلينكس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من Blinx - بلينكس

منذ 4 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ ساعة
منذ ساعتين
منذ 5 ساعات
منذ 7 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 12 ساعة
قناة DW العربية منذ 7 ساعات
بي بي سي عربي منذ 23 ساعة
قناة العربية منذ 6 ساعات
قناة العربية منذ 6 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 12 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 13 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 13 ساعة