اليوم العالمي للغة العربية.. هوية تتحدى التهميش ورهان على المدرسة العراقية

بغداد / عراق اوبزيرفر

في الثامن عشر من كانون الأول من كل عام، يحتفي العالم باليوم العالمي للغة العربية، بوصفها إحدى اللغات الحية الأكثر انتشاراً وتأثيراً، ولغة رسمية في الأمم المتحدة، وحاملة لإرث حضاري وثقافي امتد لقرون طويلة.

وفي العراق، حيث شكلت العربية العمود الفقري للهوية الوطنية والتعليمية، يكتسب هذا اليوم بعداً خاصاً يتجاوز الاحتفال الرمزي ليطرح أسئلة جوهرية حول واقع اللغة ومكانتها في المدرسة والمجتمع.

ويرى تربويون أن اللغة العربية لم تعد تواجه تحديات تقليدية فقط، بل باتت محاصرة بتغيرات سريعة فرضتها العولمة والتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، ما انعكس على مستوى التعبير والكتابة لدى الطلبة.

ويؤكد المدرس كرار محمود، في حديثه لـ عراق اوبزيرفر ، أن اللغة العربية ليست مجرد مادة دراسية، بل هي أداة تفكير وهوية ثقافية، وأي ضعف فيها ينعكس مباشرة على شخصية الطالب وقدرته على الفهم والتحليل .

ويضيف محمود أن المدرسة العراقية تتحمل مسؤولية كبيرة في إعادة الاعتبار للعربية، من خلال تطوير أساليب تدريسها، والابتعاد عن التلقين الجامد، والتركيز على الجانب التطبيقي الذي يربط اللغة بحياة الطلبة اليومية، مشدداً على أن حب اللغة يبدأ من طريقة تقديمها داخل الصف .

من جانبها، تشير المدرسة زهراء شاكر إلى أن التأثير المتزايد للغات الأجنبية والمصطلحات الدخيلة بات واضحاً في أحاديث الطلبة وكتاباتهم، معتبرة أن اليوم العالمي للغة العربية يشكل مناسبة للتنبيه إلى خطورة هذا التراجع.

وتقول لـ عراق اوبزيرفر ، إن اللغة العربية كانت وما تزال لغة علم وثقافة، والحفاظ عليها لا يعني الانغلاق، بل يعني امتلاك أساس لغوي متين يمكن الطالب من الانفتاح بثقة على اللغات الأخرى .

وتؤكد شاكر أن تعزيز مكانة العربية يتطلب تعاوناً بين المدرسة والأسرة ووسائل الإعلام، عبر تشجيع القراءة، وتنظيم الفعاليات الثقافية، وتحفيز الطلبة على الكتابة الإبداعية، بدلاً من الاكتفاء بالمناهج التقليدية.

وترى أن غرس الفخر باللغة العربية في نفوس الأجيال الجديدة هو الضمان الحقيقي لاستمرارها .

وفي ظل هذه التحديات، يدعو مختصون إلى تحويل اليوم العالمي للغة العربية من مناسبة احتفالية عابرة إلى محطة تقييم حقيقية لواقع اللغة في المؤسسات التعليمية. ويشددون على ضرورة تحديث المناهج، وتأهيل المدرسين، وربط اللغة بسوق العمل والمعرفة الرقمية، بما يعيد إليها بريقها ودورها المحوري.


هذا المحتوى مقدم من عراق أوبزيرڤر

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من عراق أوبزيرڤر

منذ 28 دقيقة
منذ ساعة
منذ 45 دقيقة
منذ ساعتين
منذ ساعة
منذ ساعة
قناة السومرية منذ 19 ساعة
موقع رووداو منذ 16 ساعة
وكالة الحدث العراقية منذ 8 ساعات
وكالة الحدث العراقية منذ 12 ساعة
وكالة الحدث العراقية منذ 8 ساعات
قناة الاولى العراقية منذ 13 ساعة
قناة السومرية منذ 20 ساعة
قناة السومرية منذ 15 ساعة